لصوص يسرقون فرص الأجر ويفتحون أبوابًا للوزر

لصوص يسرقون فرص الأجر

ويفتحون أبوابًا للوزر!

الشيخ خالد مهنا

[email protected]

يهل شهر رمضان المبارك على أمة الإسلام في كل مكان، وتهل معه نفحات الأجر والمثوبة لمن يلتمس فرص الخير ممن تعتمل في صدورهم بذرة الخير استجابة لداعي الله حيث يقبل باغي الخير، ويقصر باغي الشر. هذا الشهر العظيم الذي كان يبشر بمجيئه رسول الله أصحابه: "إذا كان أول ليلة من رمضان، فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب، وصفدت الشياطين، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر. ولله عتقاء من النار، وذلك كله ليلة"

ولكن  الذي يرجع البصر في بلاد المسلمين وهي تستقبل شهر رمضان في هذه الأيام، يجد بوناً شاسعاً بين ما نفعله في زماننا من مظاهر استقبال شهر رمضان، وما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم. 

وإن القلب ليملي على البنان عبارات اللوعة والأسى، فيكتب البنان بمداد المدامع، وينفطر الجنان منالفتن الجوامع! 

كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم – رضى الله عنهم وأرضاهم - يستعدون لشهر رمضان من قبل أن يهلّ بستة أشهر ويلحون على الله ألا يحرمهم بلوغه ثم يأتى الشهر الضيف العظيم فيجتهدون فيه ويبذلون ما يملكون من جهد ومجهود في اتمام الطاعات والقرب الشديد من رب الخيرات فى شهر المكرمات ,, فالفرصة قد حانت والرحمات قد نزلت والجنة قد استعدت والنيران قد أغلقت والشياطين قد صُفدت والهداية قد اقتربت والأنوار قد حلّت والظلمات قد رحلت .. 

ثم اذا اقترب الضيف من نهايته وبدا يبزغ إيذانا برحيله أخذهم الحزن وسيطر عليهم الهم .

وراحوا تعلوهم الهمة العالية والإلحاح على الله لمدة ستة أشهر تالية لما بعد رمضان يسألون ربهم أن يتقبله منهم وان لا يحرمهم فيه من رحمته ومن مغفرته ومن عتقهم من النيران .

سبحان الله , يقضون عامهم كاملا مع رمضان استعدادا قبله ثم اجتهادا عند حلوله ثم تضرعا وإلحاحا على ربهم بعد رحيله بأن يتقبله منهم .

ما هذا الجمال الذي كان عليه صحابة رسول الله ؟؟ مهمومون بربهم منشغلون بعبادتهم مقبلون على رمضانهم مستعدون لآخرتهم.مشمرون على الدوام.

أما أصحاب الفضائيات والإذاعات في زماننا؛ فإن معظمهم يستعد لرمضان قبل مجيئه بستة أشهر بحشد كل (فِلم) خليع، وكل (مسلسل) وضيع، وكل غناء ماجن للعرض على المسلمين في أيام وليالي رمضان؛ لأن (رمضان كريم) كما يعلنون! 

ولسان حالهم يقول: شهر رمضان الذي أنزلت فيه الفوازير والمسلسلات!! 

ولأن مردة شياطين الجن تصفد وتغل في شهر رمضان، عز على إخوانهم من شياطين الإنس الذين يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون ! عز عليهم ذلك فناوئوا دين الله تعالى وناصبوه العداء، وأعلنوا الحرب ضده في رمضان بما يبثونه ليل نهار على مدار الساعة على كثير من الشبكات الأرضية والفضائية! 

وإذا أردت أن تبكي، فاذرف الدمع مدراراً، وأجر الحزن أنهاراً على الإعلانات التي تدعوك عبر وسائل الإعلام المختلفة إلى الاستمتاع بتناول السحور والتلذذ بمذاق الشيشة –النارجيلة- على أنغام المطرب .. ورقصات الفنانة .. وفرقة .. في الخيمة الرمضانية  

امة منقوصة ومتعثرة 

نعم  إذا نظرنا إلى حالنا الآن ... لوجدنا الفضائيات تستعد أيضا قبل حلول الشهر بفترات طويلة قد تبدأ من بعد رمضان حتى رمضان الذي يليه , ترسل عبر شاشاتها كل يوم النداءات والاستغاثات : لاتذهبوا في مكان آخر .. فمسلسلاتكم عندنا .. واسألوا من جربنا وفاز ببرامجنا ... رمضان معنا أحلى ... رمضانك عندنا ... كما عودناكم فى رمضان ... انتظروا المفاجآت في رمضان ..

رمضان بيجمعنا .. ثم تتبارى القنوات الفضائية وتتنافس .. ويا ليتها تتنافس على فعل الخيرات وإرضاء رب السموات ؟ 

والخروج بأمتنا بأمن وأمان من المتاعب والمشكلات ومن كثير الفتن والمضلات .

بل أنها تتنافس على كيفية جذب المشاهدين إليها في شهر رمضان والاستمتاع بما سيتم عرضه من إبداعات فنية .

وتقوم بمجهودات جبارة وتنفق الملايين في إعداد الجديد من البرامج والسهرات من الأفلام والمسلسلات والفكاهيات والفوازير

اجل ففيما يتأهب الكون لولوج هذا العالم الروحاني الرحب في مدارات الرحمة والبركة والمغفرة والأمن والأمان، يتأهب ما تبقى من شياطين الإنس في التحضيرات السنوية الهائلة من عام إلى عام لصرف القلوب إلى فضاءات البث المباشر في الفضاء الذي أدركه ما كسبته أيدي الناس من الفساد الذي ظهر في البر والبحر.

وما يكاد يقترب رجب وأخوه شعبان حتى تنفرد وسائل الإعلام في مهمات التبشير بالأعمال الإعلامية الجديدة، تلك التي توصف بأنها أعمال رمضانية، وهو وصف لا علاقة له بعبادة رمضان وطاعة الله فيه! بل على اكتساب حصص الأسود والذئاب من اهتمامات الساحة الشعبية، حيث يتولى قطاع ممن تشربت قلوبهم فتن الليل والنهار من سائر عامة الناس الذين اختلط في حياتهم اليومية ما في هذه الحياة حق وباطل!!  

 فيما تتردى أحوال الأمة من عام إلى آخر وتتخلف، وتضعف وتؤكل وقد انتقصت من أطرافها، وتمكن منها أعداؤها وساموها سوء العذاب يقتلون رجالها وأبناءها، ويستحيون نساءها، ويستبيحون الممتلكات والأعراض، ويحيلون بلاد المسلمين إلى خرائب، ومقابر فردية وجماعية وأعزة أهلها أذلة، وما تبقى منهم إلى مشردين ولاجئين.

شهر رمضان عاشت فيه الأمة انتصاراتها حيث أمر في رمضان بالجهاد، وكانت غزوة بدر الكبرى (يوم الفرقان)، وكان فتح مكة (الفتح الأعظم), كما وقعت فيه موقعة بلاط الشهداء ومعركة عين جالوت..

 شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن العظيم محفوظًا بحفظ الله له. هذا الشهر الذي فضله الله على سائر الشهور وأمسى في زماننا محطة للهو واللعب ومعاقرة الشهوات والإسراف فيما أحل الله وحرم إلا بين من رحم الله وعصم من أهل دين الإسلام، الذي أبى الله إلا أن يتمه ولو كره الكافرون، هذا الدين الذي بشر بظهوره القرآن على الدين كله.  

 هل صار رمضان مضمار شهوات وتسابق فيه؟

يقول عليه الصلاة والسلام: "جاءكم شهر رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه، فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا؛ فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله"[.

 فكيف ينقذ المسلمون شهرهم من عدوان المعتدين، ويخلصونه من أدران هذا الغثاء والمصاب الجلل؟ وكيف يحررون فيه أنفسهم من ربقة هذه العبودية المادية ليصفوا دينهم لله؟!

 قال صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"، وقال: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".

 قال ذلك عليه الصلاة والسلام حيث بيَّن مجال السباق الرمضاني في مسارات الصيام والقيام، وقيام ليلة القدر، والثمن مغفرة تجعله في حل مما أذنب فيما سبق من حياته, فأي سباق هذا؟ وأي جوائز رمضانية عامة لا يحرم منها أحد ممن وفق للعمل وأخلص؟ سباق لا فائز فيه وحيد بجائزته الأولى!! ولا هموم معها ولا غموم! ولا ضيق بعدها ولا شقاء وضياع، فكم من حسير فَقَد برحيل الشهر نعمة إصلاح العلاقة مع الله في أعظم مواسم التوبة والعفو والمغفرة!!

  أولئك الذين ذهبت أوقاتهم نهبًا بين لصوص رمضان المحترفين المجندين للتضليل والتضييع، المتخصصين في أعمال السطو الموسمية، المبدعين في تمرير أيام الشهر على جناح الغفلة، المتمكنين من استلاب الناس وسرقة روحانية الشهر الكريم، وفرص الأجر بين قراءة القرآن والاعتكاف وسائر العبادات فروضها ونوافلها، المجتهدين في فتح أبواب الوزر ليلج الضعفاء السائرون المستدرجون لولوجها بالشهوات!!

 لم يعد رمضان موسمًا روحانيًّا خالصًا يتطهر فيه المسلمون مما علق بنفوسهم في سعيهم طيلة العام، بل صار مضمارًا لسباق الشهوات!! وصار لذلك بحق ميدانًا للمجاهدة للنجاة وسط أمواج من الفتن المتلاطمة!! فمن يسعه -في غمرة هذه العوائق وما تكالبت به فتن الزمان لصد المسلمين- الظفربجائزة الجهاد الرمضاني حين يهل هلال العيد إيذانًا برحيل الشهر الجليل؟! 

رسل الشياطين

وناسف انه مع بشائر الخيرات وقدوم رمضان يعقد الإعلام العزم ألا يفوِّت الفرصة لاستغلالها في الخيرات وترك المنكرات، بل أصبح الإعلام العربي -في أغلبه- رسولاً للشياطين المصفَّدة، في رمضان تصفد الشياطين، ولكن هناك "إخوان الشياطين" من الإنس لا قيد لهم ولا شرط، يقدم رمضان ومعه الرحمات، ولكن وجدنا من لا يريد أن يهنأ الصائم القائم بالسكينة، فقد صام عن الطعام والشراب وما صامت جوارحه عن معصية الله التي يعرض عليه ليلاً ونهارًا، وهو يقضي الليل قائمًا لا ليتبتل لله في الثلث الأخير من الليل، بل مشدودًا بما يطرحه التلفزيون من عبث.

أصحاب الوعي في هذه الأمة حذروا من "علمنة رمضان"، حيث ارتبط رمضان في ذاكرة الأمة بالانتصارات والعزة والكرامة فهو شهر الملاحم، والارتباط بين الصيام والصبر في معارك الأمة، ولكن الإعلام العربيالمفسد عمل على تفتيت الارتباط الحيوي بين الشهر الكريم وعظمة الأمّة.

خطى حثيثة لعلمنة رمضان

لقد ارتبط شهر رمضان في ذاكرة الأمة المسلمة بالعزة والكرامة، ابتداءً من غزوة بدر الكبرى، التي أرادها الله I أن تكون في أول رمضان يصومه المسلمون؛ لذا فقد حرص أعداء الأمة المسلمة في هذا العصر على تفتيت هذا الارتباط الحيوي الذي يجمع المسلمين بهذا الشهر الكريم، وراحوا يعملون من أجل ذلك على محورين:

الأول: العمل على جعل شهر رمضان بالنسبة للأمة المسلمة شهرًا للمآسي والنكبات، وهذا مشاهَد في البلدان الإسلامية، مثل: فلسطين، والعراق، وأفغانستان، ، وغيرها.

الثاني: السير بخطوات حثيثة نحو علمنة شهر رمضان، وذلك من خلال تفريغ هذا الشهر الكريم من محتواه الذي أراده الله ، فبدلاً من أن يكون رمضان محطة إيمانية، ووقفة للمحاسبة والمراجعة، نجده تحول -بفعل وسائل الإعلام- إلى شهر من شهور ألف ليلة وليلة، ليس على مستوى الطعام والشراب فقط، بل على مستوى العـفة والفضيلة التي تنحر من الوريد إلى الوريد في القنوات الفضائية العربية؛ حيث تحول معظمها إلى أندية ليلية، راحت تتفنن في محاربة الله ورسوله تحت مسمَّى السهرات الرمضانية، والخيام الرمضانية، ولسان حالها يقول: يا باغي الشر أقبل، ويا باغي الخير أقصر.

ومهما يكن من أمر فإن المحزن في هذه القضية أن علمنة رمضان، والمؤامرة عليه تتم بأموال رجال الأعمال المسلمين، الذين يملكون معظم تلك القنوات الفضائية، فهل هذا هو جزاء إحسان الله إليهم؟! أم يريدون أن يكونوا مثل قارون الذي كفر بأنعم الله؟! قال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77].

هل ثمّة فرصة للحلم بليالٍ رمضانية تملأ وقت الناس بالمتنوّع المفيد؟

وقد ا أخبرنا رسول الله في حديثه " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " فهذا صام وما صامت جوارحه ، ولننظر إلى تعبير الزّور هو الميل، وقول الزور: هو كل قول مائل عن الحق، فالكذب زور، والشهادة بالباطل زور، وإن ادّعى الإنسان ما ليس له زور، فهذه كلمة تشمل كل كلام باطل ومائل عن الحق، وقد بين النبي أن شهادة الزور من أكبر الكبائر قال: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟"

والزور في الصوم كل باطل يحبط الصوم مما يشاهده المسلم من تكسر، وخلاعة، وكلمات لا ترضي الله، وتؤدي إلى الفاحشة ، فما صامت جوارح الصائم عن العورات التي يعرضها التلفزيون في الأفلام والفوازير .

كيف وهو يقضي اليوم نائما ـ لأنه صائم يعاني الجوع والعطش ـ فإذا ما حان موعد الإفطار سارع إلى المائدة العامرة وهذه مشكلة كبيرة أن يكون الصوم من أجل الإفطار ثم يجلس الجميع من أجل .. التلفزيون وما يقدم ، وصار الآن يدخل غرفات نومنا بلا حياء ..

ترى هل أصبح من قبيل المستحيل أن نحلم بشهر رمضان يشبه ما كان عليه في الماضي من الروحانيات الراقية التي تفوح بعبق الإيمان والصدق والترابط والإخاء والمودة والإحسان والطهر والتقوى؟!هل ثمّة فرصة للحلم بليالٍ رمضانية تملأ وقت الناس بالمتنوّع المفيد، وهل نحلم ببرامج وتحقيقات تغوص في مجتمعات البلد، وتتحدث عن تراثه في رمضان، وتعيش واقعه في كل مدينة في الوطن الغالي، حتى نربط جيل اليوم بذكريات الماضي والعادات الجميلة والتاريخ العريق بصورة جديدة ومبتكرة وجاذبة؟ وهل يمكن لنا أن نستريح من إزعاج المسابقات والإعلانات الدعائية الخارجة عن الحدود؟! فمن الغريب أن عدوى البرامج في الفضائيات قد بدأت تسري وتستشري بشكل كبير، فالأغلبية ما زالت ترى أهل الفن هم أهل القدوة والصدارة والوجاهة في المجتمع؛ ولذلك فأغلبيتهم يصرون -في رمضان بالذات- على استضافة ما شذَّ وخاب من الفنانين والفنانات أو الراقصات؛ ليقتحموا وقت الناس في تلك الأيام الفضيلة والشهر الكريم.

وحين أطرح هذه الآراء والأمنيات والأحلام فإنّ الأمل يحدوني أن تستجيب القنوات المحسوبة على بلادنا والممولة من رجال أعمال وامراء ومشايخ؛ فنحن في حاجة لإعادة تثقيف الجيل وإعادة تشكيل الرموز والقدوات في حياته، إما بشخصيات إسلامية عظيمة وشخصيات من الساحة الثقافية من رجالات المجتمع في الدين والأدب والصحافة؛ لتكون الحوارات معهم ثرية ومفيدة. المهم أن نتحرر من رتابة وسماجة القدوة أو الرموز التي تحاول أكثر الفضائيات فرضها على الناس؛ حتى يتعرف الجيل على الرموز الحقيقية والشخصيات التي تستحق أن تسلط عليها الأضواء. وفي الوطن -على اتساع رقعته ومناطقه- الكثيرون من الرعيل الأول الذين يمكن أن نلتقي مع ذويهم أو الموجودين ممن أثروا الساحة، ونقلل من مساحات الفن والفنانين، وتكفي الناس الجرعات في الشهور الأخرى، ولا أعني بكلامي ألاّ تكون هناك مساحات من الترفيه، ولكن على ألاَّ تطغى هذه البرامج على كل المساحات الإعلامية، وأن نتقي الله ونتجنب الإعلانات التي تثير الغرائز.. وما أكثرها في رمضان! فشهر رمضان شهر عبادة وتقرُّب إلى الله، فالأولى هو تقديم البرامج التي تدعو إلى ذلك، مع صورة جاذبة وجديدة، والكف عن تقديم الأغاني الراقصة الماجنة؛ احترامًا لحرمة الشهر، وتأدبًا مع روحانياته التي افتقدناها على شاشاتنا رغم كثرتها وتوالدها الذي لا ينتهي.

هذي المآثر في رمضان تغمـرنا *** ليخشع القلب من إيمانـه وَجِلا

إن الذنوب تعرّينا وليس لنـا *** سواك نرجوه يكسي عُرينا حُلـلا

رفقا بنا.. فذنوبنا أهلكتنا وهمومنا أتعبتنا

* ارفقوا  بنا وبشهر ربنا .. فنحن منكم وبكم ولكم وما كنا عليكم بل أننا نحرص على رفقتكم معنا في جنات رمضان .

* رفقا بنا وبشهر ربنا .. فبدلا من المسلسلات والأفلام استبدلوها - حفظكم الله - ببرامج صالحة نافعة تكون حجة لكم لا عليكم .

* رفقا بنا وبشهر ربنا .. فذنوبنا أهلكتنا وهمومنا أتعبتنا فلا تزيدونا ذنوبا ولا تتعسونا غما وهما بالبعد عن ربنا .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. فجنان ربنا فى أول ليلة من رمضان تتزين للصائمين وتفرح بحلول شهر الرحمة والمغفرة والعتق . 

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. فما أحوجنا إلى التضرع إلى ربنا في شهرنا لعله يجبر كسرنا ويطيب خاطرنا ويسعد قلوبنا ويقضى حوائجنا ويشفى مريضنا ويذهب همنا ويفرج كربنا .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. فرمضان شهر الله .. وقد شرّفه بأن نسبه اليه بقوله فى الحديث القدسى : الصوم لى وانا أجزى به .. فلا تضيعوا علينا جزاء ربنا فى شهره المعظم .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. فوالله ما تعرضونه يغضب حبيبكم وحبينا محمد صلى الله عليه وسلم , الذى كان يسعد بشهر رمضان ويعد له العدة ويقيم فيه ليله ويعتكف فيه الأواخر من العشرة .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. فرمضان شهر الجهاد مع النفس وشهواتها فلا تتكالبوا علينا فتضلونا وتدعونا الى مافيه هلاكنا .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. فرمضان ننتظره من العام الى العام لننعم فيه بليلة هى خير من ألف شهر أى أكثر من ثلاث وثمانين سنة .. أليست فرصة أليست نعمة أليست نفحة أليست هدية ؟؟؟ ثم كم يطول بنا العمر والأجل ؟

*. رفقا بنا وبشهر ربنا ... نناشدكم ستر العورات وتغطية الصدور والشعور .. نناشدكم المحافظة على أعيننا فى شهر أحوج ما نكون فيه الى العفة وغض الابصار ليرحمنا ربنا الكريم الغفار .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. كونوا سندا لنا على طاعاتنا .. أرفقوا بمشاعرنا واحترموا آداب ديننا .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. فرمضان جعله الله لنتزود منه بالتقوى فلا تضيعوها علينا وساعدونا لنتزود منها ونتقى بها لظى جهنم .. النزاعة للشوى التى تدعو اليها من أدبر وتولى – أجارنا الله وإياكم منها - .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. خذوا بأيدينا وأيديكم للخروج من معضلات الأمور ومضلات الفتن وموجبات العذاب.

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. شجعونا على صلواتنا والانشغال بها وبتراويحنا وبقيامنا فكلنا وإياكم ما أحوجنا الى صلواتنا .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. فنحن نطمع لنا ولكم بالفوز برحمة الله أوله ونطمع لنا ولكم بمغفرته أوسطه ونطمع لنا ولكم بالعتق من نيرانه آخره ... ألسنا وانتم بحاجة الى كرم ربنا والعتق من النار ؟ نعم نحن واياكم بحاجة.

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. نريد أن نعانق فيه قرآننا نتلوه ندرسه نتزود منه نتخلق بأخلاقه ننتهى عن نواهيه نريد أن نختمه ونكرر ختمه .. ساعدونا يرحمكم الله يحفظكم الله يهدينا ويهديكم الله .

.* رفقا بنا وبشهر ربنا ... فالفرض فى رمضان يقابل سبعين فى غيره والنافلة فيه تعدل فرضا فى غيره .. 

نرجوكم ساعدونا ولا تحرمونا ولا تحرموا أنفسكم .. لا حرمكم الله ولا إيانا من جنته .

*. رفقا بنا وبشهرنا .. نريد فيه أن نرفع أكف الضراعة الى خالقنا ليرفع عن أمتنا ضعفها وهوانها ويُمكّن لها وينصرها .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. نريد الانتفاع بوقتنا فهو حياتنا . فمن فرّط فى وقته فقد أضاع عمره .. ومن ضيّع وقته فى رمضان ولم يخرج منه بعتق من النيران فمتى بالله عليكم تُعتق الرقاب مرة ثانية ؟؟ أليست فرصة ؟

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. فنحن فيه من يسعد بصحبة أحبابنا وعلمائنا ومشايخنا لننعم بوصاياهم وننهض بصدق واعتدال نصائحهم وإرشاداتهم ... فالعلماء ورثة الأنبياء .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا ... ساعدونا يرحمكم الله على أن نستفتح شهرنا بنية صادقة لتغيير أنفسنا الى ما هو أحسن وأجمل لنا ولربنا ولمجتمعاتنا وللدنيا كلها من حولنا .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. فوالله ما نريد الا أن نجعل لنا ولكم من رمضان معبرا لجنات ورحمات ربنا .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. هيّئوا لنا الوقت لنحيا فيه بكثرة ذكر ربنا والانقطاع التام لعباداتنا وكونوا معنا وفى صفّنا .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. خذوا بأيدينا على الانتصار على الثالوث المدمر لنا النفس والشيطان والهوى , وكونوا عونا لنا .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. احملونا على هجر المعاصى وارتكاب الآثام وحفظ الجوارح .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا ...... احملونا على الاستغفار وإلى الله توبة وفرار .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا ... احملونا فى رمضان على إحياء سنن نبينا وزيادة سجداتنا وركعاتنا ووقوفنا وخشوعنا .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا ... احملونا على التعرف الصحيح على ربنا وخالقنا ورازقنا ومحيينا ومميتنا .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. خذوا بأيدينا لنحاسب أنفسنا ونتحرر من قيودنا ونعلى راياتنا ونسرع الى ربنا .

* رفقا بنا وبشهر ربنا .. فما أحوجنا وأحوجكم الى سكب الدمع من خشية الله بخلواتنا مع ربنا فلا تشغلونا يرحمكم الله.. بما يضركم ويضرنا .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. ابعثوا فينا روح الأمل وأسعدونا وقربونا من ربنا فنحن منكم وأنتم بنا .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا ... جددوا فينا الايمان وعلّمونا جمال الإسلام ومايقينا من لهيب النيران . 

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. عودوا بنا الى ما كان المسلمون عليه من قبل فى العزة والكرامة والفخر والريادة .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. إرفعونا من ذل المعصية الى عزّ الطاعة .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. امنحونا سكينة النفس وطمأنينة القلب .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. سابقونا الى الخيرات وفعل الطاعات والوقوف على باب الريان باب الصائمين والصائمات .

* رفقا بنا وبشهر ربنا .. احملوا لنا الزاد وأهّلونا ليوم الميعاد وانتشلونا من مآزق الدنيا ومتاعب المفسدين والفساد .

* رفقا بنا وبشهر ربنا .. علمونا الإحسان وأركان الإيمان وكيف نصعد وننهض إلى رب علينا غير غضبان 

* رفقا بنا وبشهر ربنا .. شَوّقونا إلى الجنة كما هي تتشوق إلى الصالحين والعابدين والمحسنين والربانيين 

* رفقا بنا وبشهر ربنا .. ذكّرونا بالرحمن وابعدونا عن الشيطان وجددوا فينا الإيمان .

*. رفقا بنا وبشهر ربنا .. امنحونا أمانا فى انفسنا لنتعبد به ربنا وتنصلح به أحوالنا وتنجبر به كسورنا وتُفرّج به همومنا .

*رفقا بنا وبشهر ربنا .. اجعلونا للمتقين اماما ولأمتنا سراجا وللعالم قدوة وأمنا وأمانا .

ياأحبابنا رواد الفضائيات ..

سألناكم الرفق بنا لأن رمضان فرصة قد لا تتكرر ..

فما يدريكم وما يدرينا  ألرمضان المقبل لنا نصيبا ...