رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان
عبد المعز الحصري
[email protected]
كان من دعاء السلف : اللهم سلمنا الى رمضان ، وسلم لنا رمضان ، وتسلمه منا متقبلا
مقدمة : ورد في الحديث " أتاكم شهر رمضان شهر مبارك "
قلت : في شهر رمضان يُزاد فيه الأجر يقول النبى صلى الله عليه وسلم : [ من تطوع فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيمن سواه ، ومن أدى فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ] . ويُزاد فيه شرف المؤمن بقيامه الليل، ويزيد المؤمن في طاعاته وتنوعها ، فيتقرب بذلك الى الله
، ويصبح المؤمن فيه كأنّه ملك يمشي على الارض ، وحتى نكون على هدىً من الله ، علينا أن نقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم ،
وقد صدق الشاعر في قوله:
نظرت في التاريخ أبحث سيرة مُثلى ومنهاجا سليماًً نيّرا
وبلوت أخبار الرجال فلم أجد رجلاً يؤثر دون أن يتأثرا
إلا النبي محمداً فجعلته مَثلي وسرت على هداه مكبرا
فرمضان دورة تدريبية – شهر من كل سنة – وحافز قوي للإستعداد للسير على منهاج النبوة ويتحقق ذلك لمن أخلص العبادة لله تعالى في هذا الشهر المبارك
1- إغتنام الوقت ( فإذا فرغت فانصب ): كان صلى الله علية وسلم يواصل الصوم ليوفر ساعات يومه للعبادة ونهى اصحابه عن الوصال
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا تُوَاصِلُوا . قَالُوا : إِنَّكَ تُوَاصِلُ . قَالَ : إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي . فَلَمْ يَنْتَهُوا عَنْ الْوِصَالِ ، قَالَ : فَوَاصَلَ بِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَيْنِ أَوْ لَيْلَتَيْنِ ثُمَّ
رَأَوْا الْهِلالَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ تَأَخَّرَ الْهِلالُ لَزِدْتُكُمْ ، كَالْمُنَكِّلِ لَهُمْ( (1)
2- الانفاق في سبيل الله: عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة " . رواه البخاري
3- الإكثار من أنواع العبادات : يقول ابن القيم : « وكان هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات » . - وكان الإمام مالك إذا دخل رمضان أوقف حلقات العلم وكفَّ عن التدريس والفتيا وقال"
هذا شهر رمضان . "
كان صلى الله عليه وسلم « إذا دخل العشر أحيا ليله ، وأيقظ أهله ، وشدَّ المئزر » متفق عليه ، فعلى المؤمن ان يُنوع في عباداته ويكثر من الإنفاق والذكر والصلاة والدعاء ، فهو لايدري بأي عبادة ينال بها رضى ربه ، فهذه إمرأة بغي تسقي كلبا ، فشكر الله لها فغفر لها ، قلت : الأمر يحتاج في رمضان الى تصحيح مواقفنا لنكون على الصراط المستقيم فإنّ ترك السيئات حسنة نتقرب بها الى الله تعالى
4- زيادة التقوى : على المؤمن أن يزيد في تقواه فيتقرب الى الله بذلك فيكون من أهل الجنة ، وأجّل وأعظم حكم الصيام هي الوصول الى مرتبة المتقين ، فضبط جوارح المؤمن وأهمها اللسان - وآفاته بضع عشرة آفة ومن آفات اللسان الكذب وقذف المحصنات الغافلات وشهادة الزور – وغيره .
عن أبي هريرة – رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " فتح الباري (4/116)
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " :الصيام
جنة فلا يرفث ، ولا يجهل ، إن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إنى صائم مرتين ،والذى نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك . يترك طعامه وشرابه
وشهوته من أجلى،الصيام لى وأنا أجزى به، والحسنة بعشر أمثالها." حديث صحيح،رواه البخارى فى الجامع الصحيح ،رقم 1894
5- الجهاد : يتجلّى في رمضان الجهاد بأعلى مراتبه حيث يشمل الجهاد الحسي والمعنوي " النفس والروح والجسد " والذي هو بداية النصر في المعارك مع الأعداء ،والجيوش المحاربة تصنع حروبا وهمية لترفع من إستعداداتها القتالية حتى إذا جاءت ساعة الصفر كان النصر حليفها، أما جيوش الطغاة فهي في تَرد وخوار وإنهزامات متتالية يصدق فيها قول الشاعر
وفي الهيجاء ماجربت نفسي ولكن في الهزيمة كالغزال
والجهاد : جهادان جهاد أكبر وجهاد أصغر والجهاد الاكبر هو مجاهدة النفس ، والجهاد الاكبر هو أساس الجهاد بأنواعه وتشعباته ، فالقلوب المتعلقة بالله والجباه النيِّرة والتي استمد ت عزتها من سجودها لله والأيدي المتوضأة التي حملت البندقية بحقها هي التي تثبتُ الاقدام أمام الأعداء والاصبع التي أعلنت التوحيد لله هي التي لا ترتعش في ضغطها على الزناد وإصابة الهدف وتحقيق النصر لأنها نصرت الله في
الرخاء والسلم فنصرها الله في الشدة والحرب فكان رمضان شهر الجهاد ففيه حصلت غزوة بدر الكبرى
و كانت بين المسلمين والمشركين في 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة ، وفتح مكة خرج الرسول من المدينة في 10 رمضان ودخل مكة في 20 منه في السنة الثامنة من الهجرة
" -6 قيام رمضان من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"
حديث ابي ذر ان النبي قال : من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة. رواه ابو داود وغيره.
صلاة القيام " صلاة التراويح " تنبيه : للمزيد حوت هذا الموضوع الاطلاع على( موقع أدباء الشام ، صلاة التراويح ، عبد الله سراج الدين ) )) قال الترمذي : وأكثر أهل العلم على ما روي عن عمر وعلي وغيرهما من أصحاب- النبي صلى الله
عليه وسلم - رضي الله عنهم عشرين ركعة وهو قول الثوري وابن المبارك والشافعي وقال الشافعي : هكذا أدركت بلدنا مكة يصلون عشرين ركعة )). المرجع كتاب الصلاة في الإسلام عبد الله سراج الدين
قلت : أخي المسلم في أي بقعة تصلي التراويح تذكر دائماً أن لك إخواناً أمامك حول الكعبة المشرفة وفي مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم يصلون التراويح عشرين ركعة فلتكن همتك عالية ولا ترض من الدين بالشيء اليسير والقليل ومن الدنيا بالكثير الكثير لقوله تعالى" بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى " والقناعة بالقليل من الدين حرمان وهذا من تلبيس إبليس عليك ، فإنّ السلف الصالح قدموا أموالهم
وأرواحهم لله تعالى وخدمة دينه .
7- قراءة القرآن : ففى المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : [ الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام : أى رب منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعنى فيه ، ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعنى فيه فيشفعان ] رواه أحمد ،
وفى مسند الإمام أحمد عن واثلة بن الأسقع عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ نزلت صحف إبراهيم فى أول ليلة من شهر رمضان ، وأنزلت التوراة لستٍ مضَيْنَ من رمضان ، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة من رمضان ، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان ] .
* وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة فى قيام رمضان أكثر من غيره وقد صلى معه حذيفة ليلة فى رمضان ، قال : فقرأ بالبقرة ثم النساء ثم آل عمران لا يمر بآية إلا وقف وسأل ، قال : [ فما صلى الركعتين حتى جاءه بلال فآذنه بالصلاة ] رواه مسلم .
عن عبد الله بن عمرو قول النبى صلى الله عليه وسلم : [ الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ] رواه أحمد ، فالقرآن يشفع وينفع ويرفع ، فاحرص أخي المؤمن أن تزيد من تلاوتك لكتاب ربك في هذا الشهر المبارك فكم وكم من الأحباب إنتقلوا الى الدار الآخرة قبل أن يدركوا رمضان
فهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم : « كان ينزل عليه جبريل في رمضان كل ليلة فيعارضه القرآن » متفق عليه بلفظ « فيدارسه القرآن » .
وكان صلى الله عليه وسلم يتدارس القرآن مع جبريل مرة واحدة في رمضان حتى اذا كان العام الذي قبض فيه تدارس القرآن في رمضان مرتين ،
وكان عثمان رضي الله عنه يختم القران في كل يوم مرة ،كان الإمام مالك اذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالسة اهل العلم ويقبل على قراءة القران من المصحف. وكان سفيان الثوري اذا دخل رمضان ترك جميع العبادة واقبل على قراءة القران. وكان للامام الشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة ، وقد سألت سيدي الوالد – الشيخ أحمد الحصري رحمه الله - عن الإكثار من تلاوة القرآن في رمضان خير أم
القراءة مع التفسير فأرشدني الى الإكثار من التلاوة في شهر رمضان ولكن مع التدبر ، قال صاحب الأنوار القدسية " سمعت أخي أفضل الدين يقول : من شرط الكامل في الطريق – العارف – أن لايتلو كلامه " كلام الله " إلا بالحضور معه تعالى ، لأن قراءة كلامه مناجاة له تعالى ، فو الله لو رفع الحجاب لذاب كل تال للقرآن كما أشار اليه تعالى بقوله " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله " (2)
. قلت : لو قرأت آية من كتاب ربك ووقفت نفسك أمامها ومررت بها على شغاف قلبك لخشع قلبك لذكر الله ولبكت عينك من خشيته ، ومثال ذلك لو قرأت " الحمد لله رب العالمين " أو إياك نعبد وإياك نستعين " فاذكر في الاولى أنه من رحمته أذِن َلك بالوقوف بين يديه ومناجاته فكم وكم من الناس لم يحصلوا على هذا المقام ، واذكر في الثانية مدى صدقك مع الله وأنت تقول بين يديه "إياك نعبد "
8- الاعتكاف : عن ابي هريرة رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما – رواه البخاري. كان صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الاواخرمن رمضان ومن بعده اعتكف ازواجه رضي الله عنهن والاعتكاف سنة للرجال والنساء ،
9- الذكر : وقد ورد في الحديث" ......واستكثروا فيه من خصال أربع خصلتين ترضون بهما ربكم وخصلتين لا غناء بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما اللتان لا غناء بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار ..." (رواه ابن خزيمة والبيهقي وابن حبان ) المرجع:الفقه الميسر : أحمد عيسى عاشور . المستحب في رمضان الاكثار من قول لا اله الا الله
.. استغفر الله .. اللهم اني اسألك الجنة واعوذ بك من النار .
10- الاعتمار في رمضان : حث الإسلام على العمرة تلو العمرة لاسيما في رمضان لما ورد في الحديث" العمرة في رمضان تعدل حجة" وفي رواية "حجة معي"
11 -إن الله ينظر إلى تنافس عباده في هذا الشهر فلنر الله خيراً منا ، قال عليه الصلاة والسلام
: أتاكم شهر رمضان , شهر بركة , يغشاكم الله فيه برحمته , ويحط الخطايا , ويستجيب الدعاء , ينظر إلى تنافسكم فيه , ويباهي بكم ملائكته , فأروا الله من أنفسكم خيراً , فإن الشقي من حرم رحمة الله) أخرجه الطبراني
12 –الإكثار من الدعاء : وردفي الحديث " ان للصائم عند فطره لدعوة لاترد " ، قال صاحب لواقح الأنوار القدسية : مكثت في الحجر – حجر إسماعيل – ليلة أدعو لإخواني الى قريب الصباح فأعطاني الله تعالى ببركة دعائي لهم نظير جميع مادعوته لهم بسهولة (3) ‘ وفي الحديث " إن لله تبارك وتعالى في كل يوم و ليلة من رمضان دعوة مستجابة " رواه البزار وغيره مرفوعا
13- ليلة القدر: روى الشيخان مرفوعا " من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر "، وفي المسند عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ الملائكة تلك الليلة فى الأرض أكثر من عدد الحصى ] .
وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :" إنّ هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر ، من حُرمها فقد حُرم الخير كله ،ولايحرم خَيرها الا ّمحروم " الترغيب (2/522) ابن ماجه باسناد حسن ، سألت السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت : يارسول الله إن وافقت ليلة القدر فما أدعو ؟ قال " قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني " ابن كثير (662)رواه أحمد والترمذي ، للمزيد عن ليلة القدر راجع
أدباء الشام ليلة القدر عبد المعز الحصري
14- العشر الأخير : ( ولقد كان إجتهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإجتهاد أزواجه في العشر الأخير كبيراًجداً) ( 4)
كان صلى الله عليه وسلم « إذا دخل العشر أحيا ليله ، وأيقظ أهله ، وشدَّ المئزر »
قلت : وكان صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأخير ليدرك ليلة القدر
15- السحور : ورد في الحديث " تسحروا فان السحور بركة " أخرجه الشيخان
وفي الحديث " السحور بركة فلا تدعوه ، ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء ، فإنّ الله وملائكته يصلون على المتسحرين " رواه الامام أحمد رحمه الله .
قال أخي الشيخ الدكتور محمد صالح الحصري :( ويُسن تأخير السحور قدر المستطاع بما لايفوت عليه إتمامه بطلوع الفجر كما يسن الإجتماع على السحورفقد أتى زيد بن ثابت رضي الله عنه إلى بيت رسول الله وتسحر معه في وقت متأخر ،فقد أخرج الشيخان رحمهما الله عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال :ط تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة ، فسأله أنس رضي الله عنه : كم كان بين الأذان
والسحور ؟ قال:قدر خمسين آية " أي قدر خمسين آية من كتاب الله متوسطة الطول ومتوسطة سرعة القراءة (5)
16 – تعجيل الفطر : الدعاء عند الإفطار بالمأثور عن النبي- صلي الله عليه وسلم: "اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، وبك آمنت، وعليك توكلت، ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله".
قال أخي الشيخ الدكتور محمد صالح الحصري :والسنة أن يعجل الإفطار قبل صلاة المغرب وأن يعجل أداء الصلاة بعد إفطاره فقد قالت عائشة رضي الله عنها هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ، أخرج البخاري رحمه الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لايزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"وفي رواية لغيره " ماعجلوا الفطر وأخروا السحور"
وفي الحديث " إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطرعلى الماء فإنه طهور "
قلت لابأس بالإفطار على رطب فإن لم يجد فعلى تمر فإن لم يجد فعلى لبن (حليب) فإن لم يجد حسا حسوات من ماء .
17- السواك : ورد في الحديث " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب "
18- قبلة الصائم : ..وفي حديث عائشة رضي الله عنها فقد أخرج البخاري رحمه الله عنها أنها قالت :" إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبل بعض أزواجه وهو صائم " قال أخي الفاضل الشيخ الدكتور محمد صالح الحصري :ولاحرج عليه ان قبل من أحل الله له وبذلك تتجلى حكمة التشريع الرباني في يسر هذا الدين وفي ملائمته للفطرة البشرية (6)
19- إفطار الصائم : روى بن خزيمة فى صحيحه من حديث سلمان : [ وهو شهر المواساة وشهر يزاد فيه رزق المؤمن ، من فطّر فيه صائمًا كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء ] .
وروى الترمذى عن خالد عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله : [ من فطّر صائمًا فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء ] . وقد ورد [ من فطر صائمًا كان عتقًا له من النار ]
خاتمة
قلت :ختمت بعض آيات الصيام ب"لعلكم تتقون " وفي هذا ارشاد الى بلوغ منزلة التقوى وشكر الله – " ولعلكم تشكرون " _ وذلك لمن صام رمضان حق الصيام كصوم خواص الخواص وهذا يحثنا على الإستمرار بعد رمضان بالإستجابة لله والإيمان به فنصل الى منزلة الرشد "لعلهم يرشدون" ، ( فاللهم أرزقنا الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد وحُسن عبادتك وشكر نعمائك ) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
(1) رواه البخاري (7299) ومسلم (1103)
(2)، (3) لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للشيخ عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراوي ص175، 177
( 4) ( 5) (6) من حكم الصيام وأحكامه :أخي الفاضل الشيخ الدكتور محمد صالح الحصري.