توصيات وتوجيهات هامة للمتظاهرين
عبد المنعم مصطفى حليمة
"أبو بصير الطرطوسي"
[email protected]
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
لما
كان المتظاهر من أبناء الشعب السوري المسلم الأبي ضد الطاغية الأسد ونظامه الكافر
والفاسد المستبد، ليس كأي متظاهر في بلاد أخرى يُسمح فيها بالتظاهرات .. وهو يعني ـ
في كثير من الأحيان كما هو مشاهد ـ احتمال مقتله واستشهاده على أيدي الغدر والخيانة
من مخابرات النظام وغيرها من أجهزته الأمنية .. وحتى يُكتب له أجر الشهيد عند الله
تعالى فإنه يتعين عليه العمل والانتباه إلى جملة من التوصيات الهامة:
1-
اعلموا أن الأمور والأعمال بالنيات، وأن لكل امرئٍ ما نوى .. فمن كان خروجه وتظاهره
لله وفي سبيل الله، ذوداً عن الحقوق والحرمات والمظالم .. فهو في سبيل الله .. ومن
خرج وتظاهر لغير ذلك فهو وما خرج لأجله وفي سبيله، فليلتمس منه الأجر والمثوبة!
فإن
كانت نيتك لله .. ونية الذي بجوارك من المتظاهرين لغير الله .. فلا تضرك نيته، كما
لا تنفعه نيتك.
2-
على المتظاهر الذي يخرج للمظاهرات أن يعقد النية في قلبه أن خروجه وتظاهره ضد
الطاغية ونظامه هو في سبيل الله، دون مظالمه وحقوقه، وحرماته، وأعني بـ " دون "؛ أي
دفاعاً عن الحقوق والحرمات، والمظالم والتي منها العزة والكرامة وتحرير البلاد
والعباد من العبودية للعبيد، والطغاة المجرمين، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال:" من قُتِل دون دينه فهو شهيد، ومن قُتِل دون ماله فهو شهيد، ومن قُتِل دون
عِرضه فهو شهيد، ومن قُتل دون مظلمته فهو شهيد، ومن قُتِل دون أخيه وجاره فهو شهيد
".
2-
على المتظاهر الذي يتظاهر ضد الطاغوت ونظامه أن يعقد النية أن تظاهره وخروجه هو من
قبيل العمل بعقيدة الكفر بالطاغوت، ركن التوحيد وشرطه، كما أمر الله تعالى:)
فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ
(البقرة:256.
وقال تعالى:)
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ
وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ
(النحل:36.
3-
يحرص أشد الحرص وهو في المظاهرات أن لا يرفع ـ ولا يردد ـ الشعارات التي تُغضب الله
تعالى .. وتخالف شرعه .. فيُبطل عمله وجهاده من حيث لا يدري.
4-
أن تكون نيته ـ إن منَّ الله عليه وعلى إخوانه بالنصر والتمكين ـ قيام دولة إسلامية
تحكم بما أنزل الله.
5-
يُستحسَن إن خرج للتظاهرات أن يخرج متوضئاً .. فإن كتب الله تعالى له الميتة وهو
على هذا الوصف والاعتقاد .. فهو بإذن الله تعالى شهيد .. شهيد .. من شهداء الجنة
الذين قال الله تعالى فيهم:)
وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ
أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن
فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ
أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
(آل
عمران:169-170.
هذه
التوصيات وإن كان المعني منها الشعب السوري المسلم .. إلا أنها أيضاً تشمل كل شعب ـ
في أي بلدٍ آخر ـ يعيش نفس ظروف الشعب السوري .. يسعى للتحرر من هيمنة وأنظمة
الطغاة الآثمين .. والله المستعان.