كان ياما كان
خليل الجبالي
حكي شيخنا يوماً أنه في ثلاثينيات القرن العشرين طلب منهم إمامهم أن يقابلهم في ميدان عابدين في تمام الساعة الثانية من منتصف الليل. فيقول: في مثل هذه الأيام وفي هذا الوقت بالذات كانت لا توجد وسيلة إنتقال ، فحسبت الوقت كم استغرقه حتي أصل من ميدان الجيزة إلي ميدان عابدين ، فوصلت قبل الموعد بربع ساعة ففرحت فرحاً شديداً لحضوري قبل الموعد ورأيت الإمام البنا منتظر، فأسرعت إليه فاتحاً يديَّ لأسلم عليه وأعانقه ، فإذا به يأخذ بيدي بعد السلام ويقول لي : أهلا يا أخ علي ( بفتور وعدم ابتسامة لم أعهدها عليه من قبل(، فوقفت بجانبه حتي في تمام الثانية هلََ علينا أصحابنا فإذا به يعانقهم ويرحب بهم ، فقلت في نفسي أقف خلفهم لعلي آخذ حضناً أو ألقى ترحاباً من الإمام ، فلم أجد منه إلا ماوجدته في المرة الأولي ، فسلم بيده وقال أهلا يا أخ علي! ، ثم قال الإمام لأصحابه : جزاكم الله خيراً انصرفوا مأجورين ، فقلت ياإمام لماذا أنت غضبان مني ؟!
فقال لي : يا أخ علي إنضبط في الموعد.
فقلت : يا إمام لقد حضرت قبل موعدي بربع ساعة.
فقال : يا أخ علي من تقدم عن موعده ربع ساعة سوف يتأخر عن موعده ربع ساعة..... انضبط في موعدك.
فيقول شيخنا : من وقتها ولم أتأخر أو أتقدم عن موعدٍ أخذته.
<<< الوقت هو الحياة فحافظ علي حياتك وحياة الآخرين >>>
* لاتتأخر عن موعد أخذته ( إلا لعذر قهري )
* لاتتخلف عن موعد اتفقت عليه ( واعتذر للعذر)
وتذكر قول رسول الله صلي الله عليه وسلم (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه فيم فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه) المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي.
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه :( اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب.
وقال الإمام الحسن البصري رحمه الله ( يا ابن أدم إنما أنت أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك).
