نحو الغد بثبات

ثامر سباعنه - فلسطين

[email protected]

ما من مسلم في بقاع الارض قاطبة الاويحزن على حال هذه الامة التى حكمت الارض فترة ليست بالقصيرة ، وقدت للبشرية العديد العديد من الخدمات الجلية التي لازالت البشرية تنعم بها حتى يومنا هذا .

امتنا العظيمة التي كانت امة واحدة متماسكة اصبحت الان دويلات صغيرة متفتفة متقاتلة متصارعة ، امتنا العظيمة التي اوجدت الكثير من العلوم والابتكارات التي عمت العالم اصبحت الان امة مستهلكة تنتظر الابداع من الغير ،امتنا التي علمت الانسانية معنى الانسانية غدت الان ملاحقة من جمعيات ومؤسسات حقوق الانسان.

لن اعدد حال امتنا فكلنا حزين على ما هي عليه ولا انكر ان هنالك حركات و نسمات حققت شيئا لامتنا لكنها للاسف كانت محدودة ولم تصمد امام الاعاصير، لذلك كان علينا ان نتوقف عن الندب والبكاء وان ننهض من جديد لكن نهضه قوية قادرة على الثبات لا ان نلتصق بالارض وندعي ان هذه هي قدرتنا متناسين كلام خير الخلق (( الخير في وفي امتي الى يوم الدين )) بالاضافة الى ان هذا هو دور الجميع وليس حكرا على فئة او جماعة محدده.

كاي غيور على حالنا كان لابد لي ان اضع بعض النقاط والملاحظات على الصحوة الاسلامية في امتنا لعلي اخفف ولو جزءا بسيطا من تقصيري تجاه امتي.

· : مراجعة شاملة

القيام بمراجعة شاملة لكل مراحل الدولة الاسلامية منذ زمن الرسول عليه الصلاة والسلام الى زمننا هذا ودراسة مواطن القوة والضعف واخذ العبرة للغد لكي لانقع في نفس الاخطاء ولكي تكون الخطوات الى الامام اثبت واقوى ، (( المؤمن لا يلدغ من جحر واحد مرتين ))

· : النية

(انما الاعمال بالنيات ) وما اجملها من نية ان يكون العمل خالصا لوجه الله سبحانه وتعالى وبذلك يكون له الاجر العظيم والثواب.

· : الثقة

علينا الثقة المطلقة باننا على حق وان اسلامنا العظيم هو المنتصر وان الغد له ولجنده، فزرع الثقه في نفوسنا ونفوس ابنائنا يجعلنا اقدر على العمل بروح ومعنويات عالية

·  : التخطيط

التخطيط للغد بعد معرفة الماضي ، وعلى التخطيط ان يكون :

1-    تخطيط شامل : يشمل جميع جوانب الحياة والنهضه الفكرية والاقتصادية والعلمية والمالية الاقتصادية .... ولايقتصر على جانب واحد او اكثر .

2-           تخطيط متكامل : يجمع كل الامور وكل المؤسسات والجماعات العامله .

3-    تخطيط واقعي : قابل للتنفيذ وبعيد عن الاوهام وان يكون ضمن الامكانات المتاحة ، وبما يتناسب مع قدرات الافراد.

4-    تخطيط المراحل : بحيث تكون هنالك خطط ومعلومات لكل مرحلة من المراحل التي ستمر بها النهضة والصحوة .

5-    تخطيط الطواريء: وذلك بوضع خطط لما قد يحدث خلال المسيرة من خلل او طواري بحيث يكون العاملين لديهم الخبرة الكافية للتعامل مع الاحداث المختلفه

· : التربة الفكرية

يقول الكاتب البكار :" ليس بإمكان مجتمع أن يتقدم دون أن يتقدم الفكر لديه ". لذلك للفكر دور هام ورئيسي بالبناء والتقدم والاعداد ،فعلينا ذيادة الاهتمام بالتربية الفكرية الاصيله النابعه من اسلامنا العظيم وغرسها في الافراد وخاصة العاملين في حقل الدعوة لما لها من دور في ثبات وبناء شخصيته.

· : التنمية الشخصية:

سواء كانت التنمية لشخص الداعية او لشخصية المدعوا ، فكثيرا ما يهتم دعاتنا بتنمية شخصية الاخرين دون الاهتمام بشخصيتهم متناسين اننا في عالم متغير ومتجدد لذلك على الجميع ادراك اهمية التنمية الشخصية على جميع الجوانب وليس الدعوية فقط انما تكون تنمية شاملة متكامله للانسان بحيث يحيط بجميع الامور المحيطه به دعويا وسياسيا وفكريا.

· : البعد عن مواطن الخلاف:

يجب علينا البعد عن مواطن الخلاف بيننا والسعي الجاد للتقريب لاننا ندرك ان بالاتحاد قوة وخير وبالتفرق ضعف وضياع واستفراد بكل منا على حدا ، لذلك لتوضع الخلافات على جنب ولتترك لحين الانتهاء من المهمة الاكبر وبعدها ستكون هذه الخلافات قد حلت اصلا لن الهدف واحد .

· : الخطاب الاعلامي

لايستطيع احد ان ينكر الدور المهم والحساس الذي تلعبه وسائل الإعلام المختلفة في التأثير على الأذواق ، وعلى تغيير وجهات النظر والتوجهات ، بالاضافه إلى دورها في تثبيت الحكم أو إزاحته ، بالاضافه إلى أهمية الإعلام في الحصول على رأي الشارع والوصول إلى احتياجات المواطنين .

وقد زادت أهمية الإعلام في العصر الحديث إذ أصبح العالم كله ( قرية صغيره ) تستطيع أن تعرف أخبار العالم كله وأنت تجلس في منزلك .

للأسف الشديد يلاحظ المتتبع لوسائل الإعلام المختلفة يلاحظ ما تعانيه من فساد سياسي وخلقي وديني ، فتجد ان معظم وسائل الإعلام ( صحف ، اذاعه ، تلفزيون ، انترنت .........) تجتهد في تسويق بضاعتها الهابطة بأفسد الوسائل والطرق ، بل أن معظمها ابواق ووسائل لنشر الرذيلة  ، والعمل على إفساد المجتمع بطرق مختلفة ، بينما تسعى بعض الوسائل الاعلاميه التي تدعي انها عربيه مسلمه  إلى ان تكون عميلة للغرب وان تنساق وراء النظام العالمي الامريكي الجديد ، فتنسب الإرهاب لهذا وتتهم هذا وتحارب هذا ، بل أنها أحيانا تكون أكثر تعصبا للغرب من الغرب نفسه وتبدع في كيل التهم للإسلام والإسلاميين ، بل ان القرآن الكريم فقط يبث اثناء فتح أو اغلاق المحطات التلفزيونيه أو عند وفاة احد الحكام ؟؟؟؟

يجب ان يكون الإعلام الإسلامي المعاصر الهادف اسلوبا من أساليب الدعوة والدخول إلى الإسلام لدى الشعوب الأخرى، وان يبتعد هذا الإعلام عن الخطاب الجامد الجاف، وان يسعى دائما للمصداقية والوضوح، والعمل على الوصول لأكبر عدد من البشر في كل مكان، بالاضافه إلى مراعاة كافة الأعمار والأجناس، بحيث يصل إلى الأب والأم والابن والبنت والشاب والشابة والمتعلم والجاهل. 

· : الانترنت

استكمالا لدور الاعلام والخطاب الاعلامي علينا ادراك دور الانترنت بما يحويه من مواقع ومحادثه ورسائل (ايميل) وفيس بوك وتوظيف هذه الامكانات افضل توظيف في خدمة الصحوة ، فهي تصل لاكبر عدد من البشر وضمن اوسع نطاق على الكرة الارضية ولكن علينا الابتعاد عن التوظيف الجاف الجامد، وعلينا الاهتمام بالشكل والمضمون واللغه بحيث تكون مقبولة لاكبر شريحة من البشر.

· : العمل للبشرية جمعاء

إن المتتبع للأخبار في التلفاز أو عند قراءته للصحف اليومية يرى كم هو العالم بحاجه لمصلح يغير هذا الواقع الأسود الذي تعيشه كل الشعوب ، القتل والتدمير في كل بقاع الأرض ، مظاهرات الاحتجاج ، الانقلابات العسكرية والإطاحة بالحكم ، الشعارات الزائفه ، الديمقراطيه المقنعة ، الفساد في أنظمة الحكم العربية والغربية   المسلمة وغير المسلمة ، المجاعات تهدد الكثير من البشر بالموت جوعا ، الفقر يزداد للشعوب الفقيره ، الاسره تتفكك وتنتشر المشاكل العائليه ، السجون تمتليء بالمراهقين لجرائم قتل او اغتصاب او مخدرات ،بعض المحطات التلفزيونية تنشر الفساد والرذيلة بين الشباب ، المساجد مغيبه ودورها فقط للصلاة ، والمشايخ محضور عليهم الخطابة إلا عن الوضوء والطهاره ، والويل لهم ان تكلموا بالدولة والسياسه والحكم .

هذا للأسف الواقع ، ولا أتكلم هنا عن العالم العربي فقط أو الإسلامي إنما أتكلم عن العالم اجمع بما فيه أمريكا وأوروبا ، لذا نجد ان الإسلام صدقا هو الحل لكل ما في هذا العالم من مشاكل وأوجاع ،فالإسلام دين الحق ،يهدي للتي هي أقوم وأصح ، ويرشد العباد في عقائده وأخلاقه ومعاملاته وتوجيهاته الى ما ينفعهم في معاشهم وحياتهم وعملهم وإدارة شؤونهم ،وبيان انه لا سبيل الى اصلاح شيء من امور الخلق إلا بالإسلام ، هذا ليس شعار او كلام انشائي فقط انما هي الحقيقه والواقع .

·  الفتور وسقوط الداعية ....

فقد يتساقط البعض نتيجة مغنم مادي او صديق سىء او خوف وضعف النفس .... والحل هنا عائد للداعية نفسه فالأصل بكل داعية سار بهذا الطريق ان يعرف  انه لا بد من الابتلاء ولا بد من الاختبار  قال تعالى ( احسب الناس ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) ، وتاريخ الدعوات مليء بالمحن والاختبارات والكثير من الدعاة الذين ثبتوا على الحق .

وظاهرة التعلق بالاشخاص  خطيرة وتساهم في الهدم .....فأنت أخي الحبيب عندما ارتضيت ان تكون ضمن صفوف هذه الدعوة فأنت اخترت فكرة ومنهج ولم تختر أشخاص فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أحبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيظك يوما ما " فان تاه الشخص او ضل  او تساقط عن الطريق فلا يعني لك ذلك أن تترك الدعوة او ان ضعفا بالدعوة كان السبب في سقوطه .

· الضعف والهزل الروحي: فضعف في قيام الليل ،وتكاسل في صلاة الجماعه ،وقلة في الاقبال على المسجد ،وقرآءة القرآن حسب الظروف والمناسبات،وعدم اقبال على الدعاء ،كل ذلك واكثر اصبح صفة لمعظم العاملين في حقل الدعوه ،وهذا مؤشر خطير على الانحدار في التربية والبناء ،مما يؤثر في العمل و يعكس صورة غير ايجابية لأبناء المساجد ،وابناء الدعوة .

لذا ندعوك اخي ابن الدعوة للعودة للورد اليومي من القرآن الكريم بما لا يقل عن قرآءة 50 آية ،والحرص على الصلاة في المسجد ((قم الى الصلاة متى سمعت النداء )) ، وان لا تتساهل في الدعاء وان تواضب عليه،فالأصل فيك ايها الداعية ان تكون يديك دائما مرفوعتان لربك تسأله و تدعوه بما في قلبك ليرفع الظلم عنا وليحقق نصره الذي وعد به عباده المستحقين لهذا النصر.ولا تنسى اخي الداعية الحرص على قيام الليل ويمكنك اخي ان تجتهد بأن تؤخر ركعتين يوميا تصيهن قبل ان تنام بنية قيام الليل .

ولا تنسى اخي الداعية اهمية البناء الذاتي ،فعليك ان تبادر لبناء نفسك واعدادها لتكون على قدر المسؤولية ، وان لا تنتظر ان يبنيك انسان آخر ، فعود نفسك على قرآءة الكتب والاستماع على للأشرطة الدعوية وحضور الندوات والدروس الهادفة الباءة .

·  انغماس وانشغال الكثير بأمور الدنيا ..فبعض الدعاة لا يعطون الدعوة الا فضول اوقاتهم ، والله تعالى يقول {{ يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم وأولادكم عن ذكر الله }} وقال الامام الشهيد حسن البنا ( ان الايمان عندنا هو ايمان مشتعل يقظ وعند غيرنا نائم مخدر ، فلا نريد دعاة منشغلين بأمور دنياهم ولا يعطون دعوة الله الا فضائل أوقاتهم )

·  الاخلاق ...أحد اهم الاسلحة التي يحارب بها الداعية، واحد اخطر الاسلحة التي يحارب بها الداعية ، فان تجاهلت هذا السلاح قتلت به ..فتأكد اخي انك حيث كنت في أي زمان وأي مكان فانك تعكس صورة عن دعوتك وعن اخوانك فاحرص ان تكون هذه الصورة صافية ونقية .

أخوتي .. سرنا في هذه الدعوة لنكون دعاة ننتشل الناس من الفساد والخطأ والضلال لنرشدهم للطريق الصحيح ، ولم نكن دعاة لنتقوقع وننكمش على انفسنا ونترك من حولنا يغرق دون ان نقدم له يد المساعدة .

احرصوا اخوتي ان تساعدوا  كل من هم بحاجة للمساعدة ، وتأكدوا  ان لكل انسان مفتاح تستطيع به الوصول الى قلبه وهدايته ... فاعملوا واصبروا  واحتسبوا ..فان الله لايضيع الاجر.