أين نحن من تدبر ومدارسة كتاب الله تعالى.؟!
عبد الله بن عبد العزيز السبيعي
الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يهتمون ويحرصون حرص كبيرا على قرآءة القرآن الكريم ويتدارسونه بينهم , ومن السلف رحهم الله ورحمنا من يتفرغ لكتاب الله تعالى في أوقات كثيرة ... لا يكون الواحد منا لا يقرأ كتاب الله تعالى الا قليلا , ويهجرالقرأن الكريم ولا يعد اليه الا في عام أو شهرقادم او نادرا ما يعود اليه ..!!! لنقرأ القرآن الكريم ونتدبره ونتمسك بتعاليمة العظيمة دائما وأبدا كما قال الله سبحانه وتعالى : ( أفلايتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) .. أقفال القلوب كثيرة، منها: - الإعراض عن العلم النافع وطول الغفلة. الكبر عن الحق وعلى الخلق. الإصرار على الذنوب. إطلاق جوارح الرأس فيما حرم الله , وهناك علامات تدل على أن مغاليق القلب قد فتحت، وانشرحت للهداية، منها: الإقبال على الله لا سيما في مواسم الخير،والمواصلة على الطاعات بعد انقضاء تلك المواسم. الشعور بحلاوة الإيمان عند ذكر الله وتلاوة كتابه.الخوف من الله عند فعل المعصية،ورجاؤه بعد فعل الطاعة.التلذذ بالخلوة بالله في قيام الليل ومناجاته.سلامة الصدر من الشحناء والبغضاء, لهذا يجب علينا جمبعا التمسك بهذاالكتاب الكريم وتدبر معانيه الذي هوكلام الله عزوجل , وهو أصدق كلام وأعظم كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيز حكيم , وهو الشفاء لما في الصدور والطريق المستقيم .. جعلنا الله جميعا وذرياتنا من حفظة كتابه الجليل, قال عز من قائل : ( ان هذاالقرآن يهدي للتي هي أقوم ويُبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا ) , وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي يرويه الصحابي الجيل عثمان بن عفان رضي الله عنه (خيركم من تعلم القرآن وعلمه), والمعروف ان من اساسيات ومقومات وقواعد حفظ القرآن الكريم اخلاص النية لله عز وجل واصلاح القصد واتباع سنة وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك, وجعل حفظ القرآن والعناية به من اجل الله تعالى والفوز بجنته والحصول على مرضاته, وكذلك المتابعة الدائمة المستمرة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لهو اشد تلفتا من الإبل في عقلها) متفق عليه وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (اذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره, واذا لم يقرأه نسيه) رواه مسلم.. كما أن علينا تربية ابنائنا الناشئة على اخلاق القرآن الكريم, وقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت: (كان خلقه القرآن).. ان حافظ القرآن يشفع في اهله يوم القيامة ويلبس تاج الوقار.. جعلنا الله منهم اللهم آمين , وان من آداب تلاوة القرآن الكريم وسماعه : - أن يخلص القارئ لله تعالى في كل عمل يعمله -أن يقرأ بفهم و تدبر وقلب حاضر غير غافل . أن يتطهر و يستاك قبل القراءة. ألا يقرأ القرآن في الأماكن المستقذرة كدورات المياه ، ولا يقرأ شيئاً من القرآن وهو على جنب. أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند بدء القراءة. أن يقرأ البسملة في بداية كل سورة ماعدا سورة التوبة. أن يحسن صوته بالقرآن ما استطاع ، وأن يقرأ بحزن وخشوع وبكاء. أن يسجد كلما مر بآية فيها سجدة. أن يمسك عن القراءة عند خروج الريح ، وعند التثاؤب ، وعند غلبة النعاس . -أن يقرأ القرآن بترتيل مع الالتزام بأحكام التجويد , أن يقرأه بنية العمل به ، و أن يتصور أن الله تعالى يخاطبه بهذا الكلام . بُستحب للقارئ إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله من فضله ، و إذا مر بآية عذاب أن يستعيذ بالله من النار ويسأله العافية . اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته ...