مع النفسِ ... ساعة
مع النفسِ ... ساعة
أنس إبراهيم الدّغيم
جرجناز/معرّة النعمان/سوريا
أيّها المسلم: إذا ما آيستْكَ النّفسُ، وقَعَدَتْ بكَ همّتُكَ عن الذّرا، فاذكرْ قولَ الله: ((ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين))[1].
وإذا خَبَتْ يوماً شعلةُ الأملِ في صدرك، وبسطَ اليأسُ على القلبِ غاشيتَه، فاذكرْ قولَ الله ((ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون))[2].
وإذا أُحيطَ بك من كلّ جانب، فاذكرْ قولَ الله ((وهو يتولى الصالحين))[3].
وإذا قلاكَ النّاسُ وودّعوك، وما ألفَيتَ حولَكَ من حليفٍ، فقُلْ ((حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم))[4].
وإذا ائتمَرَ عليكَ القومُ لِيخرجوك، فاذكرْ قولَ الله ((إن الله يدافع عن الذين آمنوا))[5].
وإذا أُوذيتَ في الله، فاذكرْ قولَ الله ((أليس الله بكاف عبده))[6].
ولَئن غشيَك ليلُ الباطلِ، فقابلْهُ بنورِ الإيمان، واذكرْ قولَ الله ((إنني معكما أسمع وأرى))[7].
أيّها المسلم: اُذكر عند كلِّ طرفةِ عينٍ، ودقّةِ قلبٍ، ورفّةِ روحٍ، وهزّةِ نفسٍ، قولَ الله ((وهو معكم أين ما كنتم))[8].
وقلْ عند كلّ طرفةِ عينٍ، ودقّةِ قلبٍ، ورَفّةِ روحٍ، وهزّةِ نفسٍ: الحمد لله رب العالمين.
أخيراً……… معَ الله
يا رب: هاهي دقْاتُ قلبي على بابِكَ لا تنقطع، فلا تردَّني عن جنابِكَ فالعبدُ الآبِقُ مغلوب.
وانتصِر لي اللَّهمُّ على هوى نفسي، وصرِّفْهُ في مذاهبِ القَبولِ يا ربَّ العالمين.
إلهي: لَئن أوثقتني الذّنوبُ، فإنْ رجائي فيك لا يُوثَق.
ولَئن غُلّقت في وجهي الأبوابُ، فحسبي أن بابَ عفوِكَ لا يُغلَق.
ولَئن ضاقت عليَّ الأرضُ بما رَحُبت، فبيتُ جودِكَ لا يضيق.
ولَئن أُحيطَ بي… فإِن لي قلباً أنتَ فيه.
يا رب: لك ما تشاءُ، ولي منكَ ما تشاءُ، فاجعل لي منكَ ما ترضاه وأرضاهُ يا رب العالمين.
وأرقَ بيَ اللَّهم عن أرضِ وجودي، حتى لا أرى غيرَكَ يا صاحبَ الجود.
وأَذهبِ الرِجسَ عن قلبي وطهِّرهُ تطهيراً.
واسقِني من كوثر رِضاك كأساً يكون مِزاجُها كافوراً.
واختَر لي الخيرَ يا مولاي واحْنُ على
قلبي ورضِ فؤادي بالذي قُدِرا
كتبها الغنيُّ بمولاه: أنس الدّغيم
دمشق الشّام
في غُرةِ ذي الحِجة 1425هـ
[1] آل عمران: الآية /139/.
[2] يوسف: الآية /87/.
[3] الأعراف: الآية /196/.
[4] التوبة: الآية /129/.
[5] الحجّ: الآية /38/.
[6] الزّمر: الآية /36/.
[7] طه: الآية /46/.
[8] الحديد: الآية /4/.