سطر أيقظني

حسين رشود العفنان

حسين رشود العفنان ـ حائل الطّيبة

[email protected]

 (فرش)

إلى كل عالم جليل..

***

وإن خدشوك

وإن جعلوا إطار صورتك

أحمر يتقاطر منه الدم

فمازلت الضياء

المزروع

في قلوبنا

***

حبسني سطر للمؤرخ الدكتور / علي الصلابي ـ رفع الله قدره ـ في كتابه الجليل ( الدولة العبيدية ) سطر نبهني لخطر العلماء ، وعظّم قدرهم في صدري ، وبين لي أن تقريبهم واحترامهم وكف الحُشوة عنهم سبب من أسباب التمكين والنصر والتوفيق والعزة ، يقول ـ له الشكر ـ في الصفحة 136 :

(إني وصلت في دراساتي للشخصيات الإسلامية أنه ما ظهر قائد رباني وحقق انتصارات ميدانية وأزاح شعارات كفرية إلا كان خلفه علماء وفقهاء يوجهونه نحو الرأي السديد)

قلت في نفسي وأنا أقف على حافة هذه الحروف المضيئة :

لم تتسع عيوننا ، ويسيطر عليها الاستغراب حين نرى يدا شلاء تتنقص العلماء ، وتخدش صورتهم ، وتسهر في نصب الشباك لهم ، وتتلذذ في اقتحامهم واستصغارهم ، وتنشر دقائقهم أمام عين الشمس؟!

فالأعداء فقهوا هذا السطر وغيره من السطور ،وعلموا أن مشاريعهم الشريرة في تضليل ، إن هم أبقوا العلماء مزروعين في قلوب العامة ، فانتفضوا ونظموا وخططوا ، ليؤخروا الأمة ويحبسوها عن مراتب العزة ، ويسقطوا هيبة الإسلام من الصدور ، ويجعلوا قول العالم ونصحه ودعوته هباءة مسفوحة.

لكن العاقب والنصر لأهل الحق (( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )) فالأعداء كلما صرخوا صرخة في وجه عالم تقي ، وكلما انحدروا وتسفلوا في هجومهم على عرضه ، رُفع قدره وعرفه من كان جاهلا به ، وتعلم منه من كان غافلا عنه.

فهيبة العلماء ، وقلوبُ الخلق المسكوبة بين أيديهم ، والنفوس التي تظلل هاماتهم ، بدأت تحبط جهد الأعداء ، وتنشر في نفوسهم الخيبة.

فاللهم لك الحمد إن هذه نافذة ـ فُتحت لنا ـ في قلب هذه المصيبة ، وعلى جبين هذا الليل العاكر ، لتنشر في نفوسنا التفاؤل ، وتغرسنا حصنا منيعا يحمي علماءنا وأتقياءنا ، فهم هواؤنا وماؤنا وتاج رؤوسنا.

***

(تلويح)

يقول الأديب المنفلوطي ـ رحمه الله تعالى ـ :

(الدعاة الصادقون يعلمون أن محمدا عاش بين أعدائه ساحرا كذابا، ومات سيد المرسلين...)