موسى عليه السلام

    قصص رواها النبي عليه الصلاة والسلام

    القصة الثامنة والثلاثون

د.عثمان قدري مكانسي

[email protected]

1)  اُرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام ( ليقبض روحه) ، فلمـّا جاءه صكّه موسى

 ( دفعه بقوة ولطمه) .

 لم يقبض ملك الموت روح موسى عليه السلام لمكانته ، فالأنبياء يُخيّرون في موتهم .

رجع ملك الموت إلى ربه سبحانه يقول له – والله أعلم بما جرى - : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت .

قال تعالى : ارجع إليه فقل له : يضع يده على متن ثور ، فله بما غطّت يدُه بكل شعرة سنة ( تزيد في عمره )

قال موسى حين سمع ملك الموت يخبره بما قاله الله تعالى : أيْ ياربّ ؛ ثم ماذا؟

قال تعالى : ثم الموت . ..

كل نفس ذائقة الموت ، ولا بد مما ليس منه بد ، ولا يبقى إلا وجه الله الكريم سبحانه .

قال موسى : فالآن أريد الموت ، فما فائدة تأخيره إن كان حتماً لا زماً ؟ ولكنْ يارب أسألك أن تُدنيني من الأرض المقدسة رمية حجر .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كنت ثـَمّ ( هناك في الأرض المقدسة ) لأريتـُكم قبره إلى جانب الطريق ، تحت الكثيب الأحمر ".

2)  تخاصم رجل من المسلمين ورجل من اليهود فاستبّا ( سب كل منهما صاحبه ).

فأقسم المسلم قائلاً : والذي اصطفى محمداً على العالمين .

وأقسم اليهودي قائلاً : والذي اصطفى موسى على العالمين .

فرفع المسلم عند ذلك يده فلطم اليهوديّ ، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو المسلم إذ اعتدى عليه ، وأخبره بما كان منه ومن المسلم .

فقال النبي صلى الله عليه وسلم :

" لا تُخيّروني على موسى أو قال : لا تفضّلوا بين أنبياء الله ، فإنه يُنفخ في الصور ، فيُصعق من في السموات والأرض إلا من شاء الله ، ثم يُنفخ فيه أُخرى ، فأكون أول من بعث ، فإذا موسى آخذ بالعرش ، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور ، أم بُعث قبلي "

3)  وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

احتجّ آدم وموسى ،

فقال له موسى : أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنّة .

قال له آدم : أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه ، ثم تلومني على أمر قد قُـُدّر عليّ قبل أن أُخلق؟!

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن سرد ما قاله النبييان الكريمان :

فحجّ آدم موسى مرتين . ( كان جوابه مفحماً )

تشوق الصحابة الكرام لمعرفة هذين الأمرين ، فاشرأبّت أعناقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشرفون الجواب الشافي

قال النبي صلى الله عليه وسلم :

المرة الأولى : أن آدم وصف موسى وصفاً رائعاً ( اصطفاه الله برسالته وكلمه ) فما ينبغي له إلا كلام الأنبياء .

المرة الثانية : نبهه إلى أن الإنسان يُلام على شيء فعله بملء إرادته ، أما خطيئة آدم فقد قدّرها الله عليه قبل أن يُخلق ، فلا ذنب له في ذلك .

مشيناها خُطاً كُتبتْ علينا ومن كُتبت عليه خطاً مشاها

صحيح البخاري ج 4

كتاب بدء الخلق –باب وفاة موسى

وباب قوله تعالى : " وإن يونس لمن المرسلين "