مع الإخوان ... الحياة لها طعم آخر مع

مع الإخوان ... الحياة لها طعم آخر مع

د. انتصار شعير

الإسكندرية ـ مصر

[email protected]

مع الإخوان تتذوق معنى الأخوة والحب فى الله , تراهم فى توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر , و إذا اعتقل منهم أخ تكاتف حول أسرته عشرات الإخوة , كم من أخٍ اقيمت لأبنائه أحلى الأفراح وهو فى داخل المعتقل , فأبناؤه أبناؤهم ، ورعاية أسرته أمانة فى أعناقهم , كما السمك لا يستطيع العيش خارج الماء , لا يستطيعون أن يعيشوا مع كل من يعرفهم إلا فى جو من الأخوة والحب .. قلوبٌ اجتمعت على محبة الله , والتقت على طاعته , وتوحدت على دعوته , وتعاهدت على نصرة شريعته , ورجت ربها أن يوثق رابطتها , وأن يديم ودها , ويهديها سبلها , وأن يملأها بنوره الذى لا يخبو , ويشرح صدورها بفيض الإيمان به , وجميل التوكل عليه , وأن يحييها بمعرفته , وأن يميتها على الشهادة فى سبيله .. والله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور .. مع الإخوان الحياة لها طعم آخر .

سلكوا طريق الحق وعرفوا أنه طريق الجنة , وحفت الجنة بالمكاره , أي لابد من الابتلاء والتضحية والصبر على الإيذاء , لم يعدهم الله ورسوله أن يجدوا طريق الحق سهلاً يسيراً ممهداً , عرفوا معالمه وخصائصه ، والفوز كل الفوز لمن تحمل تبعاته ، ولم يرض بغير طريق الهدى طريقاً , ومن خصائصه صده للباطل وأعوانه والوقوف فى وجه الفساد والظلم أياًّ كان أصحابه , ومن خصائصه أيضاً الإصلاح فى الأرض ، ونشر الخير بين الناس ، وإغاثة الملهوف ونصرة المظلوم , لقد ربوا أنفسهم وأزواجهم وأولادهم على التحمل والصبر , فإذا قال أحدهم لعروسه عند خطبتها إننى قد أعتقل فى يوم ما فترد عليه قائلة وذلك وسام شرف وعزة على صدرك , هكذا سلكوا طريقهم راضين مرضيين ، فأكرمهم الله بنعمة الأخوة وحب الناس .

 ويتساءل البعض إن قوانين الطبيعة تقول أن لكل فعل رد فعل , لقد أوذيتم واعتقلتم ظلماً وعدواناً , فما هى ردود أفعالكم ؟ .. وفى رأيى .. نعم صدقتم ولكن هذا ليس من باب الضعف والاستسلام .. فإذا كان هدف هذه الاعتقالات هو تثنية الإخوان عن ثوابتهم ومبادئهم فى مختلف القضايا , فهل رأيتموهم تخلوا عنها ؟ , فما زادوهم إلا إيماناً وتثبيتاً .... أليس هذا رد فعل ؟

 أولم تروا تماسك الإخوان وزيادة توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ووقوفهم صفاً كالبنيان المرصوص .... أليس هذا رد فعل ؟

أولم تروا مدى التفاف وحب الناس للإخوان الذين هم جزء لايتجزأ منهم , فقضايا الإخوان هى قضيتهم , والظلم واقع على عامة الشعب وليس على الإخوان فحسب ، وأصبح القاصي والداني يعلم ذلك .... أليس هذا رد فعل ؟

 وأقولها .. نعم نحن نقابل الإساءة بالإحسان , لأن الظالمون ــ لللأسف ــ هم إخواننا وبنو جلدتنا وأهلونا , لعلنا فى يوم ما نقف جنباً إلى جنب فى صف واحد أمام عدونا وعدوهم الصهيونى الفاجر .... أليس هذا رد فعل؟