وقفة مع ركن عظيم

د.محمد إياد العكاري

د.محمد إياد العكاري

[email protected]

تداعت أفكارٌعديدة ودارت في خلدي بعد أن تساءلت عن شعيرة الإسلام العظيمة في أمة الإسلام ومنا فعها لها بعد أن أضحت للأسف مزقأ وشتاتاً وفرقاً وشيعاَ تلك الشعيرة التي جمع الله سبحانه وتعالى أبا الأنبياء بدعوته "وَأذ ن فىَ اُلنَّاسِ بِاُلْحَجّ ِ يَأْ تُوكَ رِجالاً وَعَلَى كُلّ ِضَامِر يأْ تِينَ من كُلّ فَجٍ عَميِقٍ"الحج 27

مع آ خر الرسل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عندما حج حجة الوداع وعلم الناس منا سكهم وخطب فيهم خطبته الشهيرة تلك المشكاة المشعة التي أسرجت من نور النبوة متذكراً فيها قوله : "ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرامٌُ عليكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلد كم هذا"

لنستشعر من عرفات الله حرمات عظيمة للناس يجب ألا تمس لتكون كرامة الإنسان وتكريمه هي محورٌ أساسيٌ مهمٌ في ديننا العظيم ثم لنستشعر ابتداءً رباط الأنبياء وتسلسلهم مع بعضهم البعض وارتباطهم بعقيدة التوحيد الخا لصة من لدن آدم عليه السلام مروراً بأبي الأنبياء ابراهيم عليه السلام وحتي خاتم الأ نبياء والمرسلين .

هذه الشعيرة التي تمثل ظاهرة قوةٍ للمسلمين ومؤتمراًعا لمياً لهم منذ حجة الوداع وحتى اليوم ليجمعواكلمتهم، ويوحدوا صفوفهم، ويعتصموا بحبل لله المتين مستشعرين وحدة الهدف والمصير والسبيل والغاية،فيتناصرون ويرصون صفوفهم وليتهم يفعلون !!

فأي مؤتمر عظيم جمعهم المولى سبحانه ليستفيد وامنه في شؤون دينهم ووحدة  كلمتهم ومصيرهم وإذا ابتدأنا بالإحرام هذا اللباس الذي يئتزر به الحاج ليرينا مايجب أن يكون عليه المسلم نقاءً وصفاءً، طهراً وبياضاً أجل هوذاك ويوحي كذلك من طرفٍ خفيٍ بالنهاية والختام ساعة يضمنا الكفن الأبيض لنستشعر قيمة الدنيا فنتذكرحالنا معها ليسعى كل امرئٍ إلى حسن خاتمته ومصيره ثم إذاتأملنا الكعبة المشرفة في الطواف لرأيناها كوكباً دُرِّيا يطوف حوله النقاء والطهر من كل بقعةٍ وأرضٍ وجنسٍ ولون لنرى العظمة والجمال والروعة والجلا ل حيث البقعة المباركة وفي قصة السعي بين الصفا والمروة وتفجر ماء زمزم بعد سعي أمنا هاجر زوجة سيدنا ابراهيم عليه السلام حياة للقلوب، وبشرى للأرواح بتفجرماء زمزم بعد الكد والسعي والبذل والجهد بغدوها ورواحها سبعة أشواط بين الصفا والمروة.

ثم في الرجم كأ نما يذكرنا المولى سبحانه بما يجب أن يكون عليه حالنا مع إبليس اللعين ليذكرنا كيف حاول إبليس ثني ابراهيم عليه السلام عن طاعة ربه في تنفيذ مارآه في منامه لذلك كان الرجم لنكون متيقظين لكيده ،منتبهين لمكره فسيخرج لنا في دروب الحياة ويزين لنا الباطل هذا شأنه أما شأننا فاتخاذه عدواًهومانتعلمه في الحج برجمه والله سبحانه يقول:

"إنَّ الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير"فاطر6

وفي الأضحية والكبش الذي نزل من السماء فداءً لسيدنا اسماعيل تذ كرةً وذكرى لنابأن نكون كما كان سيدنا إبراهيم عليه السلام على استعدادٍ للتضحية والفداء بأعزِّما نملكفي سبيل الله لأن الله يريد لنا الخير واليسر ولا يريد بنا العسر ليفدى من السماء بكبش أجل ماأعظم ذكريات الحج وما أروع يوم عرفة هذا اليوم الذي يتجلى فيه ربنا سبحانه و يباهي ملائكته ليقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثاً غبراً ثم ليسألهم ماجاء بعبادي وهوبهم أعلم؟!فيقولون :جاؤوا يلتمسون رضوانك والجنة فيقول سبحانه أشهد نفسي وخلقي أني قد غفرت لهم ولوكانت ذنوبهم عدد أيام الدهروعدد رمل عالج فهنيئاً لمن حج والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة ...

حقاً إنها وقفاتٌ وعظات ومنافع أجل ليشهدوا منافع لهم ويذكروا الله في أيامٍ معلومات"ذَلكَ وَمَنَ يُعظّم شَعَــر اللّهِ فإنها مِن تِقِوى اُلقُلوبِ -لَكُمْ فِيها منَافَعُ إِلى أجَلِ مُّسَمى ثُمَّ مَحِلُّهَا إَلى الْبَيتِ الْعَتِيقِ -ولِكُلِّ أمةٍجَعَلْناَ مَنَسَكاَ لّيذْكُرواْسم اُلله مَا رزَقهُم من بَهِيمةِ الأنْعَمفإِ لَهُكُم إِلَهُ ُ وَاحِدُ ُفَلَهُ أَسْلمُواْ وبَشّر المخْبِتِينَ الحج  32-33-34 أجل هي الشعيرة العظيمة لهذه الأمة فهل تستفيد منها أروع استفادة لخدمة المسلمين وقضاياهم وتوحيد صفهم ووحدة كلمتهم وبث روح الإخاء فيما بينهم وتوعيتهم بأمور دينهم وقضاياهم أم تضيع هذا المؤتمر العظيم والتظاهرة الحاشدة لأمة الإسلام؟!

آمل لأمتنا كل رشدٍ وبر،ووحدةٍ وخير،وعزٍ ونصر ينبعث متلألئاً في دربها مشرقاً في أيامها والسلام