لن نتهجّى المبهم
لن نتهجّى المبهم...
صالح أحمد
يشرق الايمان روحا؛ في مواقف مشحونة بجاهزية البذل والعطاء.. والتّعالي عن كل عناوين الخواء...
وحدك الآن يا قدس تشمخ في فضاء خاصٍ بك، ترسم براءة جوهر الوجود...
لن نتهجّى المبهم بعد اليوم، لغة الندى يا قدس تظل رائعة الأثر؛ لأنها تُكتبُ بومضات من أنوار الرّوح، تشرق في خلايانا عهودًا تتجدّدُ كل فجر وأصيل... ترصف طريق المجد بنسيج من صمود وعطاء...
لن نتهجّى المبهم بعد اليوم يا قدسُ؛ فخلايانا عرفت كيف تصير مساكن لأرواحٍ نذرناها زيتا لمشكاة الحياة...
لن نتهجّى المبهم بعد اليوم يا قدسُ؛ فها نحن نسكن ظلك، وننشر فروع ذواتنا؛ تتشرّبُ صفو النور في فضائك المقدّس.
لكم يصبح الإيمان يا قدساهُ روحا؛ ونحن نراك تتوهجين بنور الله، ونَصير فيك إلى صفاء الروح أقرب.
لن تظلّ نفوسنا مسكونة بالجوع والخديعة؛ ونحن ننظر وجهك المغسول بالقداسة؛ تحاصر ضياءه الظلمة والغواية، ويَرمى قوامك المنشور كالزيتونة؛ بالليل والعسس، ظل النفوس الميتة، الزاحفين على مفارق العواصم...
لن نتهجّى المبهَمَ بعد اليوم... ونحن نراك يا قدسنا يمامة؛ تحمل في عيونها الزهو لأرواحنا، ويسكن الحنين لنا أهدابها المتعبات... وعلى ندى جبينها يطلع الفجر، وينهض العاشقون.