الإسلام نظافة وتجمل وصحة
عزة الدمرداش
قد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الرجل الحريص على نقاوة بدنه ووضاءة وجهه ونظافة أعضائه يبعث على حاله تلك ،وضيء الوجه أغر الجبين نقي البدن والأعضاء. إن صحة الأجسام وجمالها ونضرتها من الأمور التي وجه الإسلام إليها عناية فائقة واعتبرها من صميم رسالته و لن يكون الإنسان راجحا في ميزان الإسلام محترم الجانب إلا إذا تعهد جسمه بالتنظيف والتهذيب بعيدا عن الأحوال المنفرة وليست صحة الجسد وطهارته صلاحا ماديا فقط بل إن أثرها عميق في تزكية النفس و القبول عند المحيطين به وجعل للنظافة والمظهر اللائق المقبول عنوان للشخص وقياس قبوله لدى الآخرين، وقد عني الدين بتطهير الفم وتجلية الأسنان وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لقد أمرت بالسواك حتى ظننت أنه ينزل على فيه قرآن أو وحي )رواه أبن ماجه ،والذي يلاحظ أمراض الفم واللثة من إهمال تطهيرهما يدرك سر مبالغة الإسلام في ذلك ،ومن احترام الإسلام للفرد والمجتمع تحريمه من أكل ثوما أو بصلا ويحضر مجتمعات ذلك إن نتن الأفواه من هذه الأطعمة يؤذي المخاطبين وينفرهم وقد أسقط الإسلام سنة الجماعة في المسجد عمن تناول هذه المواد. ويوصي الإسلام المرء أن يكون حسن المنظر كريم الهيئة وقد ألحق هذا الخلق بآداب الصلاة (يا بني أدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) الأعراف31. إن الأناقة في غير سرف والتجمل في غير صناعة وإحسان الشكل بعد إحسان الجوهر من تعاليم الإسلام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسن ونعله حسنه فقال:إن الله جميل يحب الجمال).
وكان صلى الله عليه وسلم دقيق الملاحظة في هذه الناحية فإذا رأى مسلما يهمل تجميل نفسه وتنسيق هيئته نهاه عن الاسترسال في هذا وأمره أن يلبس افضل لبسه. وأنني لأتعجب من بعض محترفي التدين الذين يحسبون فوضى الملبس واتساخه من العبادة وربما تعمدوا ارتداء الثياب المهملة ليظهروا زهدهم في الدنيا وحبهم للآخرة وهذا من الجهل الفاضح للدين والافتراء على تعاليمه ويزداد عجبي حين أرى شاب أو فتاة وقد دخلا في الالتزام و التدين و الصلاة وقد أطلق لحيته ولم يهذبها وجعلها منفرة وأهمل كي ملابسه وبدأ يغير في شكله تماما حتى انك لو رأيته قلت شكلك قبل الالتزام أفضل! لماذا يهين الإسلام بهذا الشكل يجب أن يعلم كل مسلم ومسلمة أنه سفير عن دينه في مظهره وسلوكه وحتى يتقبلك الآخرين ويتقبل منك النصح والإرشاد يجب أن تكون مقبولا في مظهرك ونظافتك الشخصية حتى يتمنى من تدعوه للالتزام أن يكون مثلك لقد عرف بعض الصحابة بأنه دخل في الإسلام بعد أن ذهبت رائحته فعلم من حوله أنه دخل في الإسلام ،وأنت أيتها الأخت المسلمة سواء كنت متزوجه أم لا فالنظافة والأناقة فرض عليك لا تهملي مظهرك وكي ملابسك وارتداء ما يليق بك ونظافتك الشخصية بحجة التزهد والالتزام حتى لا تكوني منفرة لمن حولك ولا تستعملي الروائح مع العرق لا بد من النظافة الدائمة المستمرة بالماء والصابون أهم من المعطرات التي تختلط بالعرق فتعطي نتائج عكسية، أختي المسلمة احرصي على نظافة بدنك وخاصة إذا كنت متزوجة أو مخطوبة فالاستعداد للقاء الزوج أو الخطيب بالنظافة أهم من المكياج و الذواق الخارجي فكم من خطوبات وزيجات فشلت ومشاعر حب تغيرت وتحولت إلى كرهه واشمئزاز بسبب عدم النظافة الشخصية والروائح المنفرة سواء من الرجل أو من المرأة .وقد امتدت هذا التطهير و التجميل من الأشخاص إلى بيوتهم وشوارعهم فإن الإسلام نبه إلى تخليه البيوت من الفضلات حتى لا تكون مبادئ للحشرات وكان اليهود يفرطون في هذا الواجب بإهمالهم للنظافة فحذر الإسلام من التشبه بهم .