وهذه أمنا عائشة
آسيا
[email protected]
جلست يوما حول المدفأة، وما أجملها ليلة دافئة، أن بعثت في نفسي حل اللجام، وعقل كل امرئ مربوط بلجام، متى أطلق له العنان، راح يفري من الفري ما يسبي غيره من العقول، وليس يفقه ذاك إلا امرؤ عقول.
فذكرت في نفسي وأعماق قلبي أمي وأم المؤمنين...أمنا عائشة.
عقد لساني وعجز بياني، ليت شعري، بم لك أنادي؟
فأنت ابنة الصديق، وما أدراك ما الصديق، فاز بمحبة الحبيب ورفقته إذ لم يرافقه رفيق.
فجلاه الجليل بذكره، وحباه الفضل فضلا عن فضله،إذ قال عنه في القرآن:"وثاني اثنين إذ هما في الغار"
فيا بنت الصديق حدثي بذا القول فجهرا: حسبي بأبي الصديق فخرا...
وأنت أم المؤمنين، وما ذاك قولي بل قول رب العالمين، وأعظم بنا قوما، كونك لنا أما.
وأنت عائشة الحميراء، التي أكرمها رب الأرض والسماء، بوفرة العلم والحكمة، فقال عنها رسول الخلق والبرية:" خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء"
فيا من شملت فيك سمات الخير كلها بشرى لك...
زوجت برسول الله من رؤيا، وكنت فقط من زوجاته البكرا، أحبك الله، فاصطفاك لحبيبه حبا، وكنت كذاك صدقا وقولا وفعلا.
ومن كل ذا كفاك قدرا وعليا، أن برئت من فوق السماوات العلى، فأنزلت فيك آيات بينات، تتلى إلى حين تقوم الأرض و السماوات.
فيا فخر المسلمين يا أمنا، ويا بئسنا وتعسنا إذا ما عنك ذدنا.
أنت العلم والحكمة، أنت الحياء والحشمة، أنت الطهر والعفة، أنت مكارم من الأخلاق تجملت وتزينت، ثم اكتملت في صورة عائشة.