من وصايا الإمام الشهيد حسن البنا

وتعليقات

رضوان سلمان حمدان

[email protected]

الوصية الأولى

"أن تستصحب دائما نية الجهاد وحب الشهادة وأن تستعد لذلك ما وسعك الاستعداد"

تعليق:

1- حب الجهاد فريضة قال تعالى: { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } التوبة 24 لقد قرن الله حب الجهاد بحبه وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وهدد من لم يحقق ذلك.

2- ونية الجهاد فريضة بدليل قوله عليه الصلاة والسلام "من لم يعزُ ولم يحدث نفسه بالجهاد مات على شعبة من النفاق".

3- وهاتان الفريضتان تستتبعان حب الشهادة في سبيل الله ومن عرف مقام الشهيد ثم لم يحب الشهادة فإيمانه ضعيف وعليه أن يسأل الله أن يحبب إليه الشهادة .

4- ومن أحب الجهاد ونواه وعزم على نيل الاستشهاد فعليه أن يستعد لذلك بالتجافي عن الدنيا وبترك المعاصي وبالوصول إلى مقام ولاية الله فأولياء الله وحدهم الجاهزون للموت في كل لحظة، قال تعالى - مؤنبا اليهود - { قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم }.
5- أخرج الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سأل الله تعالى الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه.

6- وهذا كله يقتضي تدريبا فالتدريب فريضة عينية ويقتضي إعدادا فذلك علامة الصدق {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة}.

الوصية الثانية:

"أن تجدد التوبة والاستغفار دائما وأن تتحرز من صغائر الآثام فضلا عن كبائرها وأن تجعل لنفسك ساعة قبل النوم تحاسبها فيها على ما عملت من خير أو شر وأن تحرص على الوقت فهو الحياة فلا تصرف جزءا منه في غير فائدة وأن تتورع عن الشبهات حتى لا تقع في الحرام."

تعليق:

-1 قال عليه الصلاة والسلام: "إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة" رواه مسلم وأخرج أبو داود بسند حسن صحيح. عن ابن عمر، قال كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: "رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم". وقال عليه الصلاة والسلام: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب" رواه أبو داود.

-2 قال عليه الصلاة والسلام: "إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم وسيرضى به" أخرجه الترمذي.

وأخرج البخاري عن أنس قال: إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات، والموبقات المهلكات.

-3 قال عمر بن الخطاب: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم.

 4- قال عليه الصلاة والسلام: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن علمه فيم عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه" رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

-5 قال عليه الصلاة والسلام: "إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنَّ كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" متفق عليه.

وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتركون تسعة أعشار الحلال مخافة الوقوع في الحرام.