شفافية إيمانية

د.عثمان قدري مكانسي

[email protected]

قرأت قبل يومين خبراً لطيفاً مفاده أن حاجاً ماليزياً يكتشف حجراً صغيراً – من مزدلفة – في حقيبته بعد أن عاد إلى بلده ، فيغسل الحجر ويعطّره ويضعه في زجاجة ثمينة ، ويرسله بالبريد إلى مسؤول في الحج ومع الرسالة عشرة ريالات أجرة السائق الذي سيعيد الحجر إلى مزدلفة ، فما كان من المسؤول إلا أن أعاده بنفسه ، وأرسل للحاج رسالة فيها نسخة من القرآن الكريم وسبحة وعطر ، وأعاد له الريالات العشر

بعض الأحباب استخرج من النت ما يلي :

- قال الإمام الشافعي رحمه الله :[ لا خيرَ في أن يُخرج من حجارة الحرم ، ولا ترابه شيء إلى الحل ؛ لأنَّ له حرمة ثبتت بايَنَ بها ما سواها من البلدان ، ولا أرى - والله تعالى أعلم - أن جائزاً لأحد أن يزيله من الموضع الذي باين به البلدان إلى أن يصير كغيره ]

2_ وقال ابن حزم رحمه الله :[ ولا يخرج شيء من تراب الحرم ولا حجارته إلى الحل ]

3_ عن عطاء قال : [يُكره أن يُخرج من تراب الحرم إلى الحل ، أو يدخل تراب الحل إلى الحرم

4_ صرح الشافعية [ بحرمة نقل تراب الحرم ، وأحجاره ، وما عمل من طينه - كالأباريق وغيرها - إلى الحل ، فيجب رده إلى الحرم ]

5- من أخذ شيئا من تراب الحرم إلى خارجه فعليه أن يستغفر الله تعالى من فعله أولاً ، ثم عليه أن يرجعه إلى أي بقعة في الحرم إن استطاع ، ولا يجب أن يردَّه بنفسه، بل لو أعطاه لمن يوثق به ليرده : جاز له ذلك فإن لم يستطع هذا ولا ذاك : فيضعها في أي مكان طاهر .

6- وقال الماوردي رحمه الله :[ فإن أخرج من حجارة الحرم ، أو من ترابه شيئاً : فعليه ردُّه إلى موضعه ، وإعادته إلى الحرم ]

ما فعله الحاج نوع من الشفافية الإيمانية عند كثير من المسلمين ، يُحمدون عليها ، وقد نعقد مقارنة بيننا وبين أمثال هذا الرجل على بساطة ما فعل ، فنشعر بتقصير لا ندري التعبير عنه كما ينبغي إلا أننا نلمسه ونحس به ..

اللهم ارزقنا حبك وحب نبيك وحب دينك وحب أهل الإيمان .

وارزقنا الورع والشفافية .