الهجرة ميلاد أمة
الهجرة ميلاد أمة
(1/2)
رضوان سلمان حمدان
يعيش العالم هذه الأيام انصرام عامين في عام واحد، عام ميلادي وعام هجري، وهذان العامان يرمزان إلى ديانتين سماويتين كبيرتين هما النصرانية والإسلام المتقاربان في العدد البشري.
والرابط بين هاتين الديانتين أقوى ما بين غيرهما، فهما الأقرب إلى بعضهما من حيث التاريخ، فالإسلام هو الدين الخاتم الذي جاء بعد النصرانية مباشرة حيث الفارق الزمني بينهما في حدود الستمائة عام، بينما الفارق الزمني بين موسى عليه السلام وعيسى عليه السلام ألاف السنين. ويضاف عليها المدة الزمنية بين عيسى ومحمد عليهما السلام لتبعد المسافة بين اليهودية والإسلام.
ثم إن القرآن الكريم فوق اعترافه بأنبياء الله جميعا وكتبهم المنزلة بل ويجعل هذا الإيمان ركناً من أركان الإيمان ومن ينكر الإيمان بواحد منهم خارجا من الإيمان ولا يقبل منه انتسابه لدين الإسلام.
يقول تعالى: {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }البقرة136
ويقول عليه الصلاة والسلام: عن ابن عمر عن عمر قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل شديد بياض الثياب شديد سواد شعر الرأس لا يرى عليه أثر سفر ولا يعرفه منا أحد فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبته ووضع يديه على فخذيه ثم قال يا محمد ما الإسلام قال شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت فقال صدقت فعجبنا منه يسأله ويصدقه ثم قال يا محمد ما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر والقدر خيره وشره قال صدقت فعجبنا منه يسأله ويصدقه ثم قال يا محمد ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك قال فمتى الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال فما أمارتها قال أن تلد الأمة ربتها قال وكيع يعني تلد العجم العرب وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البناء قال ثم قال فلقيني النبي صلى الله عليه وسلم بعد ثلاث فقال أتدري من الرجل قلت الله ورسوله أعلم قال ذاك جبريل أتاكم يعلمكم معالم دينكم * ( صحيح (
فوق هذا الاعتراف الإلزامي فقد بين القرآن الكريم أن النصارى أقرب مودة إلى المسلمين وأن اليهود هم الأبعد..
يقول الحق تعالى:{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ}المائدة82
وهذه تبين لنا الطبيعة العامة بين أتباع الديانتين.
يقول صاحب الظلال رحمه الله تعالى: "فإن الأمر الذي يلفت النظر في صياغة العبارة هو تقديم اليهود على الذين أشركوا في صدد أنهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا؛ وأن شدة عداوتهم ظاهرة مكشوفة وأمر مقرر يراه كل من يرى، ويجده كل من يتأمل!
ولكن تقديم اليهود هنا، حيث يقوم الظن بأنهم أقل عداوة للذين آمنوا من المشركين - بما أنهم أصلا أهل كتاب - يجعل لهذا التقديم شأناً خاصاً غير المألوف من العطف بالواو في التعبير العربي! إنه - على الأقل - يوجه النظر إلى أن كونهم أهل كتاب لم يغير من الحقيقة الواقعة، وهي أنهم كالذين أشركوا أشد عداوة للذين آمنوا! ونقول: إن هذا " على الأقل ". ولا ينفي هذا احتمال أن يكون المقصود هو تقديمهم في شدة العداء على الذين أشركوا..
وحين يستأنس الإنسان في تفسير هذا التقرير الرباني بالواقع التاريخي المشهود منذ مولد الإسلام حتى اللحظة الحاضرة، فإنه لا يتردد في تقرير أن عداء اليهود للذين آمنوا كان دائماً أشد وأقسى وأعمق إصرارا وأطول أمداً من عداء الذين أشركوا!
لقد واجه اليهود الإسلام بالعداء منذ اللحظة الأولى التي قامت فيها دولة الإسلام بالمدينة. وكادوا للأمة المسلمة منذ اليوم الأول الذي أصبحت فيه أمة. وتضمن القرآن الكريم من التقريرات والإشارات عن هذا العداء وهذا الكيد ما يكفي وحده لتصوير تلك الحرب المريرة التي شنها اليهود على الإسلام وعلى رسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم - وعلى الأمة المسلمة في تاريخها الطويل؛ والتي لم تخبُ لحظة واحدة قرابة أربعة عشر قرنا، وما تزال حتى اللحظة يتسعر أوارها في أرجاء الأرض جميعاً
لقد عقد الرسول - صلى الله عليه وسلم - أول مقدمه إلى المدينة، معاهدة تعايش مع اليهود؛ ودعاهم إلى الإسلام الذي يصدق ما بين أيديهم من التوراة.. ولكنهم لم يفوا بهذا العهد - شأنهم في هذا كشأنهم مع كل عهد قطعوه مع ربهم أو مع أنبيائهم من قبل، حتى قال الله فيهم:
{ ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا الفاسقون. أو كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم؟ بل أكثرهم لا يؤمنون. ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون }
ولقد أضمروا العداء للإسلام والمسلمين منذ اليوم الأول الذي جمع الله فيه الأوس والخزرج على الإسلام، فلم يعد لليهود في صفوفهم مدخل ولا مخرج، ومنذ اليوم الذي تحددت فيه قيادة الأمة المسلمة وأمسك بزمامها محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم تعد لليهود فرصة للتسلط!
ولقد استخدموا كل الأسلحة والوسائل التي تفتقت عنها عبقرية المكر اليهودية، وأفادتها من قرون السبي في بابل، والعبودية في مصر، والذل في الدولة الرومانية.
نعم إن العطف بالواو في التعبير العربي يفيد الجمع بين الأمرين ولا يفيد تعقيبا ولا ترتيباً. ومع أن الإسلام قد وسعهم بعد ما ضاقت بهم الملل والنحل على مدار التاريخ، فإنهم ردوا للإسلام جميله عليهم أقبح الكيد وألأم المكر منذ اليوم الأول.
ولقد ألبوا على الإسلام والمسلمين كل قوى الجزيرة العربية المشركة؛ وراحوا يجمعون القبائل المتفرقة لحرب الجماعة المسلمة:
{ ويقولون للذين كفروا: هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا }
ولما غلبهم الإسلام بقوة الحق - يوم أن كان الناس مسلمين - استداروا يكيدون له بدس المفتريات في كتبه - لم يسلم من هذا الدس إلا كتاب الله الذي تكفل بحفظه سبحانه - ويكيدون له بالدس بين صفوف المسلمين، وإثارة الفتن عن طريق استخدام حديثي العهد بالإسلام ومن ليس لهم فيه فقه من مسلمة الأقطار. ويكيدون له بتأليب خصومه عليه في أنحاء الأرض.. حتى انتهى بهم المطاف أن يكونوا في العصر الأخير هم الذين يقودون المعركة مع الإسلام في كل شبر على وجه الأرض؛ وهم الذين يستخدمون الصليبية والوثنية في هذه الحرب الشاملة، وهم الذين يقيمون الأوضاع ويصنعون الأبطال الذين يتسمون بأسماء المسلمين، ويشنونها حرباً صليبية صهيونية على كل جذر من جذور هذا الدينن!
وصدق الله العظيم: { لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا }..
إن الذي ألب الأحزاب على الدولة المسلمة الناشئة في المدينة؛ وجمع بين اليهود من بني قريظة وغيرهم؛ وبين قريش في مكة، وبين القبائل الأخرى في الجزيرة.. يهودي..
والذي ألب العوام، وجمع الشراذم، وأطلق الشائعات، في فتنة مقتل عثمان - رضي الله عنه - وما تلاها من النكبات.. يهودي..
والذي قاد حملة الوضع والكذب في أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي الروايات والسير.. يهودي..
ثم إن الذي كان وراء إثارة النعرات القومية في دولة الخلافة الأخيرة؛ ووراء الانقلابات التي ابتدأت بعزل الشريعة عن الحكم واستبدال " الدستور " بها في عهد السلطان عبدالحميد، ثم انتهت بإلغاء الخلافة جملة على يدي " البطل " أتاتورك.. يهودي..
وسائر ما تلا ذلك من الحرب المعلنة على طلائع البعث الإسلامي في كل مكان على وجه الأرض وراءه يهود!
ثم لقد كان وراء النزعة المادية الإلحادية.. يهودي.. ووراء النزعة الحيوانية الجنسية يهودي.. ووراء معظم النظريات الهدامة لكل المقدسات والضوابط يهود!
ولقد كانت الحرب التي شنها اليهود على الإسلام أطول أمدا، وأعرض مجالا، من تلك التي شنها عليه المشركون والوثنيون - على ضراوتها - قديما وحديثا.. إن المعركة مع مشركي العرب لم تمتد إلى أكثر من عشرين عاما في جملتها. وكذلك كانت المعركة مع فارس في العهد الأول. وأما فيي العصر الحديث فإن ضراوة المعركة بين الوثنية الهندية والإسلام ضراوة ظاهرة؛ ولكنها لا تبلغ ضراوة الصهيونية العالمية.
(التي تعد الماركسية مجرد فرع لها) وليس هناك ما يماثل معركة اليهود مع الإسلام في طول الأمد وعرض المجال إلا معركة الصليبية، التي سنتعرض لها في الفقرة التالية.
فإذا سمعنا الله - سبحانه - يقول:
{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا }..
ويقدم اليهود في النص على الذين أشركوا.. ثم راجعنا هذا الواقع التاريخي، فإننا ندرك طرفاً من حكمة الله في تقديم اليهود على الذين أشركوا!
إنهم هذه الجبلة النكدة الشريرة، التي ينغل الحقد في صدورها على الإسلام، وعلى نبي الإسلام، فيحذر الله نبيه وأهل دينه منها.. ولم يغلب هذه الجبلة النكدة الشريرة إلا الإسلام وأهله يوم أن كانوا أهله!.. ولن يخلص العالم من هذه الجبلة النكدة إلا الإسلام يوم يفيء أهله إليه.."
وها هم النصارى ومنذ العهود الأولى إلى اللحظة الحاضرة يعيشون ويندمجون في دولة الإسلام لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين وهم يقرون ويفخرون بانتمائهم للديار التي هم فيها مقيمون وبالحضارة التي كان لهم دور في بنائها وحمايتها..
أما اليهود فهم دائما كما وصف الله تعالى وقرر:..
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }المائدة64
{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }آل عمران75
ومن يتابع موقف الإسلام من عيسى وأمه عليهما السلام وموقف اليهود منهما يجد الهوة السحيقة بين الموقفين...
{إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }آل عمران33
{وإذ قالت الملائِكَةُ يامريمُ إنَّ الله اصطَفَاكِ وطَهَّرَكِ واصطَفَاكِ على نساءِ العالمين(42) يامريمُ اقنُتِي لربِّكِ واسجُدِي واركَعِي مع الرَّاكعين(43) ذلك من أنبَاءِ الغيبِ نُوحِيهِ إليكَ وما كُنتَ لَدَيهِم إذ يُلقُونَ أقلامَهُم أيُّهُم يَكفُلُ مريمَ وما كُنتَ لَدَيِهم إذ يَختَصمُون(44)
*ويقول التلمود اللَعين عن المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام :
"يسوع الناصري ابن غير شرعي حملته أمه وهى حائض سفاحاً من العسكري (بانذار) وهو كذاب ومجنون و مضلل وساحر و مشعوذ ووثني ومخبول ".
ويقول التلمود : "مات يسوع كبهيمة ودفن في كومة قمامة ".
بعد هذه التقدمة أقول إن رأس السنة الميلادية تمثل ذكرى ميلاد بني كريم مكرَّم شاء الله تعالى أن يكون آخر نبي ورسول قبل خاتم الأنبياء والمرسلين محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ليبشر بهذا النبي الخاتم
{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }الصف6
وقد شاء الله تعالى أن يكون ميلاد المسيح عليه السلام آية معجزة.
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ }آل عمران59
وسينزل في آخر الزمان ليحكم بالإسلام ويقتل المسيح الدجال، الذي سيكون من جنوده اليهود..ففي الحديث [ يتبع الدجال سبعون ألفاً من يهود أصفهان عليهمالطيالسة ] صحيح مسلم رواه عن انس بن مالك رضي الله عنه.
قال تعالى في سورة النساء: (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)، قال بعض المفسرين، وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمننّ بعيسى وذلك حين ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة، فحينئذ يؤمن به أهل الكتاب كلهم، لأنه يضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام، كذا قال الحسن رحمه الله تعالى.
قال ابن جرير 6/420 ما نصه: قد كلمهم عيسى في المهد، وسيكلمهم إذا قتل الدجال، وهو يومئذ كهل، وهذا القول قاله عامة المفسرين، وقد وردت آثار تدل على رفعه وله ثلاث وثلاثون سنة، وأنه سيمكث في الأرض إذا نزل أربعين سنة.
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيراً من الدنيا وما فيها") هذا لفظ البخاري
وأخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم، خلوا بيننا وبين الذي سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فيهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلثهم – أفضل الشهداء عند الله، ويفتح الثلث لا يفتنون أبداً، فيفتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علّقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون – وذلك باطل- فإذا جاءوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلوا تركه لذاب حتى يهلك ولكن الله يقتله بيده، فيريهم دمه في حربته".
ولقد كانت الهجرة ميلاد أمة الإسلام هذا الدين الذي ارتضاه الله تعالى للبشرية إلى يوم القيامة
{..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة3
كانت الهجرة ميلادا مباركا بعد مخاض مكيٍّ عسير ولقد التقط الفاروق رضي الله عنه هذا المعنى حيث جعل تاريخ المسلمين هو مبدأ تاريخ الهجرة، وأنا أرى انه إلهام من الله تعالى لعمر الملهم الذي رُوي فيه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام: "لو بعث الله نبيا بعدي لبعث عمر"
واني لأعجب ممن انتكس فهمهم فجعلوا من موت الرسول عليه السلام هو مبدأ تاريخ الأمة..
لقد تنفست الدعوة الصعداء بالهجرة حيث دفع عنهم ضغط قريش الرهيب لتنطلق الدعوة أفقيا وعموديا وتنطلق كالصاروخ في كل الاتجاهات، وبدأ تأسيس الدولة بقيادة ووزارة وجهاد ودستور ومؤاخاة ومفاوضات وعقود وعهود مع دول وقبائل وعشائر.. وبعد عشر من السنين يعود الرسول عليه السلام إلى مكة فاتحا محررا أرضها وشعبها وكعبتها من الظلم والظلام والوثنية والأصنام.. ليدخل الناس في دين الله أفواجا طوعية واختيار (إذا جاء نصر الله والفتح)
ويخرج الإسلام من حدود الجزيرة العربية إلى تخوم الشام والعراق وليؤسس مصاهرة مع أهل مصر (قصة زواج النبي من ماريا)
ملاحظة جديدة بالانتباه.. موقع مصر من الحركة النبوية..
_إبراهيم عليه السلام يدخل مصر.. ويتزوج منها
_ موسى عليه السلام ولد ونشأ وبعث
_ يُال بأن عيسى عليه السلام هاجر إلى مصر
_ محمد عليه الصلاة والسلام ومصاهرته لأهل مصر
أول هذا لأبين أن لمصر شأن ومكان وللأسف فإن قادتها اليوم لا يقدِّرون مصر حق قدرها حتى جعلوها من أضعف الدول أمام أرذل ما خلق الله من اليهود فالله الله في مصر يا من جعلتم القاهرة منبرا للإعلان عن قصف وتدمير غزة.. وأنتم صامتون مخزيون..