كن (ملاكا & خالدا)

كن (ملاكا & خالدا)

د. أسامة صالح حريري

عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام – جامعة أم القرى

[email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة على أشرف المرسلين

ـ أنت - كما تعرف - مخلوق من روح وجسد. 

ـ ومن قوة "الروح" نتجت الحضارة الشرقية بجانبها الروحي. ومن هذه الروح نسعى كأفراد أن نسامح ونبتسم ونقوم بتصرفات "ترقى" الجانب الروحي والنفسي،

ـ فكأن الواحد منا يسعى - بسبب قوة الروح - أن يكون "ملاكا".

ـ ومن قوة "الجسد" نتجت الحضارة الغربية بجانبها الجسدي. ومن هذا الجسد نسعى كأفراد أن نقوي الجسد بالمأكل والمشرف والمسكن والتوالد. ونقوم بتصرفات "ترقى" بالجانب الجسدي المادي.

ـ فكأن الواحد منا يسعى - بسبب قوة الجسد - أن يكون "خالد".

ـ ومن هنا جاء إغراء الشيطان لآدم وحواء من سبب تحريم الأكل من الشجرة (إلا أن تكونا ملكين، أو تكونا من الخالدين)

ـ السؤال: كيف نستطيع أن "نتحكم" في كل من الروح والجسد حتى لا يجمحا مثل الخيل الجامحة غير متمرنة؟ كيف نستطيع أن نسيطر على هذا الطوفان عبر سدود تنظيمية "لتستثمر" هذه القوى التي قد تكون "مدمرة"؟ 

ـ وإذا لم يتم هذا التطوير  والتحكم سنضيع عن (الصراط المستقيم) ونقع فيما وقع فيه "اليهود" (مغضوبا عليهم) بسبب سيطرة الجانب الخلودي عليهم.  وكذلك قد نقع فيما وقع فيه (المسيحين" (ضالين) بسبب سيطرة الجانب الروحي عليهم. فكسف "نضمن" (الصراط المستقيم)؟؟؟ 

ـ إذا نحتاج إلى "وسيلة" تعيننا على "السيطرة" على قوتي (الملائكية & الخلود). ولا تتم هذه السيطرة إلا بعد القدرة على حبس وتنظيم هاتين الطاقتين.

ـ ومن هنا جاء رمضان، تمرينا على حبس الطاقتين في سلوكيات وتمارين تدرب الفرد على تطوير وتطهير كل من الروح والجسد.

ـ ويأتي هنا سؤال أخر. لماذا هذا الجهد وهذه السيطرة وهذا التحكم؟؟؟

ـ فلنرجع إلى السؤال الأهم: لماذا خلقنا الله؟؟؟

ـ بالطبع نعرف أن الغرض هو العبادة.

ـ ـ سؤال ماذا سوف تحقق العبادة في هذه الأرض؟

ـ إنه التعمير والاستخلاف لتكون كلمة الله هي العليا إسعادا للبشرية منفعة للخلق لنكون بحق أحب الخلق لله

ـ إذا، كأننا نتدرب أن "نرتقي" بالروح والجسد لنتأهل لقيادة البشرية على الصراط المستقيم، فلا نكون من المغضوب عليهم تغلب علينا الجسد خلودا، ولا من الضالين تغلبت علينا الروح ملائكة.

ـ المطلوب لكي يكون الفرد منا على الصراط المستقيم أن يكون (ملاكا & خالدا)

ـ هل أنت فيما تعمل - مهما كان نوع العمل - (ملاكا & خالدا)؟؟؟

ـ العمل "الخالد" هو المتقن وفيه معالم ومواصفات (الاستمرارية) ليكون خالدا مستمرا مثل العمل المؤسسي المضمون "استمراره".

ـ العمل "الملائكي" هو الذي يكون المقصود فيه رضا المولى عز وجل ، بلا رياء ولا سمعة ولا غيرها من النوايا الأرضية.

ـ فكيف تكون (ملاكا & خالدا)؟؟؟

ـ تحتاج إلى تدريب سلوكي للحصول على القدرتين : الروح & الجسد.

ومن هذه (القدرتين) سوف تنتج (سلوكيات) جديدة تصنع (بيئة) التعمير والاستخلاف،

ـ وبذلك تكون كلمة الله هي العليا.