منارات على الطريق
يحيى بشير حاج يحيى
وصايا نبوية من نبيكم القائل : إنما أنا رحمة ٌ مُهداة ( صلى الله عليه وسلم ) !!
- إنّ أخوف ٓما أخاف عليكم رجلٌ قرأ القرآن ، حتى إذا ظهرتْ بهجتُه عليه ، وكان رِدءاً للإسلام ، انسلخ منه ،ونبذه وراء ظهره ، وسعى على جاره بالسيف ، ورماه بالشرك !؟
قلت : يانبي الله ! أيُّهما أٓوْلى بالشرك : الرامي أو المرمي ؟ قال : بل الرامي !
{ رواه أبو يعلى والبخاري في التاريخ الكبير }
- وقال : سيخرج في آخر الزمان قومٌ أحداث الأسنان ، سفهاء الأحلام ، يقولون مِن قول خير البرية ، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرٓهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم ُمن الرمية ، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم ، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة !
* * قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لا والذي نفسي بيده ، إنهم لفي أصلاب الرجال ، وسيخرجون ويخرجون حتى يخرج آخرُهم مع المسيح الدجال !؟ ( وروي ذلك مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم )
- وقال عليه الصلاة والسلام : إنّ هذا الدين يُسر ٌ ، ولن يشادّ الدين ٓ أحد ٌ إلا غلبه ( رواه البخاري )
- وقال أيضاً : هلك المُتٓنطّعون ... قالها ثلاثاً ( رواه مسلم )
** قال النووي رحمه الله : ( هلك المتنطعون ، أي : المتعمقون المغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم !؟ )
*=*= قال أحد علماء الخوارج بعدما تاب ورجع إلى عقيدة أهل السنة والجماعة ؛ ( انظروا إلى مٓن تأخذون دينكم منه !؟)
=* كان عبد الرحمن بن ملجم ، قاتل علي بن أبي طالب ، يقوم الليل ، ويصوم النهار ، ولكنه قليل العلم والفقه في الدين ، حتى إذا ظهرت حركة الخوارج أثّروا فيه ، فقد كان كثير الصلاح ، كثير العاطفة ، لكنه كان قليل العلم والفقه ،وكان منعزلاً ، فلذلك أتاه الأمر من حيث آتاه !؟
*** ولخطورة هذا الأمر ( التكفير ) فقد اهتم له علماء الإسلام قديماً وحديثاً ، خشية أن يقع المسلمون في حبائل المروجين له ، والواقعين فيه !؟
* كان الإمام مالك رحمه الله ، يقول : لو احتمل المرء ُ الكفر ٓ مـن تسع وتسعين وجهاً ، واحتمل الإيمان من وجه لحملتُه على الإيمان ، تحسيناً للظن بالمسلم !
* وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله لعلماء وقضاة الجهمية : أنا لو قلت قولٓكم لكفرتُ ، ولكني لاأكفركم ، لأنكم عندي جُهّال !
* وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله : ليس لأحد أن يُكفّر أحداً من المسلمين ، وإن أخطأ وغلط ، حتى تقام عليه الحجة ، وتُبيّن له المحجة ! ومٓن ثبت إسلامُه بيقين لم يُزٓلْ عنه بالشك إلا بعد إقامة الحجة ،وإزالة الشبهة !
وقال أحد الأئمة : إن الخطأفي ترك ألف كافر في الحياة أهون في سفك دم مسلم ! ؟
** ويقول الإمام ابن القيم في كتاب : زاد المعاد ، وهو يعلق على غزوة تبوك ( ومنه تركُه ( صلى الله عليه وسلم )قتْل المنافقين ، وقد بلغه عنهم الكفر الصريح ، فاحتج به من قال : لا يُقتل الزنديق إذا آظهر التوبة ، لأنهم (أي المنافقون ) حلفوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم ما قالوا ، وهذا إذا لم يكن إنكاراً ، فهو توبة وإقلاع ! وقد قال أصحابنا وغيرهم : ومٓن شُهد عليه بالردة ، فشهد أن لاإله الا الله ، وأن محمداً رسول الله ، لم يُكشف عن شىء عنه بعده ، وقال بعض الفقهاء، إذا جحد الردة ، كفاه جحدُها )
***** فبأي حجة أم بأي عذر يلقى الله أولئك الذين يذبحون المسلم وهو ينطق بالشهادتين ، أو يذبحونه وهو يرفع أصبع الشهادة ، أو يدخلون القرية المسلمة وقد رُفع فيها الأذان ، وأقيمت الصلاة ، وتُلي فيها كتاب الله ! فيغدرون بأهلها ذبحاً وأسراً وغنائم !؟
المرجع كتاب : الغلو : مظاهره - أسبابه - علاجه - لمحمد ناصر العريني ، وكتاب زاد المعاد للإمام ابن قيّم الجوزية.