دورةُ رمضان
رمضان المبارك كالكوكب الأخضر المُشعّ والقادم من وراء المجرّة والذي يدور كل عام حولنا مرة ، فيسطع نوره في نفوسنا قبل سطوعه على مُحَيـّـانا ، وهو مهرجان أفراح الرّوح نجمعُ فيه الغنائم ونضيفها على ما تبقّى من غنائم رمضان الفائت ، وكذلك يعمل لأجسادنا وأرواحنا صيانة سنوية كصيانة المركبة لنسير إلى نهاية العام دونما تعثّـُر أو خلل ، كما أن له رونقه الخاص ، وكأن الأنعامَ والأشجارَ والأطيارَ تستبشر به معنا ، فرؤية المساجد بعودة التائبين واكتظاظها بالصغار والكبار تبهجُ النفوس بالرغم من لعب وصياح الصغار اليومي بعد الإفطار كما صياح الديكة اليومي قبل السّحور .
كما أن هذا الشهر المبارك يسوقنا بدُرّتِهِ العُمَريةّ قَسْراً نحو الوحدة الجزئية رغم أنف أتباع الدجال فنستمتع بهذه الوحدة في الصيام كاستمتاعنا بوحدة اللغة ، فتغبطـُ وحدةَ الصيام واللغةَ العِمْلةُ والإقتصادُ والحدودُ .
ولسان حال رمضان يقول كل عام : استغلوا بركتي وكرمي واجمعوني بإخوتي حتى تكتمل الوحدة ويعود ذِكـْرُكُم قبل عودة مَرَدَةِ الشياطين المُصَـفـّـدَة ورقصها على تشتيت شملكم وأشلائكم .
وبانتظار إتمام الوحدة الشاملة والإحتفال بها في مهرجان الأرض المباركة نستمرُ دونما كللٍ أو مللٍ بالغراس كلٌّ في ميدانه ولو بكلمة طيبة أو حتى بسمة كي لا نُتْعِبَ من سيحمل عبء القيادة .