مرحبا بك يا رمضان
مصطفى العلي
[email protected]
مرحبا بك يا رمضان تطل من خلف الأفق الداكن المتلبد بغبار الانفجارات وأصداء دوي البراميل التي تفرغ كل ما في أحشاءها
من حقد الشيطان على أقوام لا يزالون يقولون لا إله إلا الله حتى إذا ما عجزت
أفواههم وتلعثمت ألسنتهم عن كمال النطق بها وهم يجودون بآخر أنفاسهم رفعوا سبابات
أصابعهم بها معلنين أن لا سلطان على إيمانهم إلا لمن برأهم وذرأهم ونفخ فيهم الروح... مرحبا بك يا رمضان وبكل ما تحمله من
قراب رحمة ومغفرة وعتق من النار .. ترحم بها أمة برّح بها الوجع وضاقت سعة اللغات
أن تحيط بما حلّ بها من ضراء وبلواء وفزع .... تغفر لها ما فرطت في جنب الله حتى
سلط عليها الله أسافل خلق الله .... خلاصة ما في هذه الأرض من ظلم وقهر وتكثيفا لكل
ما مر في تاريخ المعمورة من فجور وشرور وعهر..... تجعل لها نصيبا في ما حملت بين
أيامك و ساعاتك ودقائقك وثوانيك من براءات وعتق من النار..... مرحبا بك يا رمضان .... شهر صبر نتجمل
منه بالمزيد لا نكل ولا نملّ ولا يفتّ في عضدنا قول الناس أن الناس قد جمعوا لنا
ونرفع أيدينا بالاستسلام بل نزداد بما تشحن من إيماننا وتقوّي من ثقتنا بوعد الله
لنا بالنصر إن نحن نصرناه مثابرة ومضيا إلى الأمام ... نستروح بما تحمل من ذكريات مجد وفرج
وفرح ... ذكرى بدر جليلة القدرو ذكرى الفتح فألا حسنا بفتح على أمة طالما سدت في
وجهها السبل وأعيتها الحيل.... ذكرى عين جالوت تلك التي قهر فيها التتار بعد عشرات
السنين في بلاد المسلمين من الخراب والدمار..... أملا أن يصرع هذا الجالوت الذي استعصى
على سهام الدعاء وسيلان أنهار الدماء ربما بضربة خفية من ضربات الله على يد عبد
صالح من عباد الله مثل عبده داوود الذي أزال جالوته بحجر من مقلاعه بإذن ربه من
الوجود... مرحبا بك يا رمضان سفيرا من عند
الرحمان تنشر الري في يبابنا وتزرع الأمل في صحارى يأسنا فيزداد بأسنا ويرتفع رأسنا
فلا نخشى أحدا إلا الله.... مرحبا بك يا رمضان........