ذكريات في الجنة
وجلسوا هنالك في ظلال على الأرائك يتكئون بعد أن أصبح الحلم حقيقة وأنهى كل منهم طريقه يحمدون الله أن صدقهم وعده يتذاكرون أيام سجنهم في أجساد من طين في مكان يدعى الأرض هو في هذا العالم الفسيح لا يعادل ولا حتى جناح بعوضة ذاقوا فيه ما ذاقوا ولاقوا فيه ما لاقوا بين حجارة ذلك الكوكب المتناهي في الصغر والغارب في أطراف السماء الدنيا الممتدة بعيدا في عالم الفناء يستذكرون أيام اليأس والأسى وعالما عليهم ما أكثر ما قسا : "وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون * قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين * فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم * إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم" فتتوهج وجوههم من السرور ويتألق المكان كله معهم من شدة الحبور وتتدفق ألسنتهم بالحمد والثناء بألسنة من ضياء لرب قد جزاهم خير الجزاء بعد مشوار من الصبر والابتلاء لم يبقى منه إلا ما يبقى من حلم لم يكن جميلا بعد الاستيقاظ الجميل بأجزاء من الزمن الذي انتهى أمره لا تذكر..... ...
وسوم: العدد 648