إنا كفيناك المستهزئين ...

عبد الله بن عبد العزيز السبيعي

 حفظ الله تعالى كتابه ودينه ونبيه صلى الله عليه وسلم  , فقال تعالى ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) ,  وقال جل من قا ئل ..( انا كفيناك المستهزئين ) , وقال سبحانه .. ( انا شانئك هو الأبتر ) .. فمهما عمل  وقال  اعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم من استهزاء به عليه الصلاة والسلام فان الله تعالى عاصم نبيه الكريم صلوت الله وسلامه عليه  لأنه سبحانه قال  ( والله يعصمك من الناس)  . ان هؤلاء المستهزئين لا يضرون الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه عزوجل ناصره ومؤيده  , فلا يضره مافعلوه واقترفوه من جرائم شنيعة تُغضب الله تعالى .. فقد قال الله عزوجل  ( قل ابالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون .لا تعتذروا قد كفرتم بعد  ايمانكم ..)  .. ان علينا الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فقط بالمقاطعة الاقتصادية وهذا ولاشك هام وضروري . لكن يجب أيضا ان نعمل كل ما من شأنه مواجهة ذلك الاجرام بما نستطيع  , ونحن نرى هؤلاء الأعداء يستهزؤن بديننا ونبينا العظيم صلى الله عليه وسلم واذا قام منا من يغضب غضبة صحيحة ضد ما اقترفه الاعداء انبرى من يجرم من قام بردة فعل ولو على استحياء وردة فعل غاضبة بسيطة أما هؤلاء القوم وما فعلوه من استهزاء برسولنا صلى الله عليه وسلم فانه لايحرك ساكنا كأن الأمر لا يعنيه من قريب أو بعيد  عجبي والله !!! وهؤلاء المستهزؤن بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم سواء برسوم مسيئة أو فلم سيء مثلهم فعليهم من الله ما يستحقون وسيأخذون جزاءهم وعقابهم من الله عزوجل باذنه تعالى  قريبا كما حدث لغيرهم ممن سبقوهم ...!  , وعلينا ازاء ذلك ايضا أن نتمسك بسنته صلى الله عليه وسلم  ونقرأ الكتاب الكريم المنزل عليه وسيرته العطرة ونبينها للناس  جميعا  ,  وننشر دينه كما أمرنا الله تعالى  ورسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام  .. يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى:- "إن سب الله أو سب رسوله كفرٌ ظاهرًا و باطنًا، وسواءٌ كان السابُّ يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلاً له، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل".ثم نقل أقوال الأئمة رحمهم الله ومنها:"قول الإمام أحمد رحمه الله: من شتم النبي صلى الله عليه وسلم قُتل، وذلك أنه إذا شتم فقد ارتد عن الإسلام، ولا يشتم مسلم النبي صلى الله عليه وسلم.وقول القاضي أبي يعلى: من سب الله أو سب رسوله فإنه يكفر، سواء استحل سبه أو لم يستحله" , وقول ابن راهويه: قد أجمع المسلمون أن من سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم أو دفع شيئًا مما أنزل الله أو قتل نبيًا من أنبياء الله أنه كافر بذلك وإن كان مقرًا بكل ما أنزل الله. , والأدلة على ذلك- أي كفر من سب النبي صلى الله عليه وسلم- كثيرة، ومنها:قوله تعالى: { وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ * يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ } [التوبة:61 - 66].فهذه الآيات الكريمة نص في المسألة لا تحتاج إلى مزيد شرح أو بيان , وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً} [الأحزاب:57]. شاتم النبي صلى الله عليه وسلم يقتل سواءٌ كان مسلمًا أو كافرًا:قال ابن تيمية رحمه الله: هذا مذهب عامة أهل العلم  ...

وسوم: العدد 655