ديمومة الثورة
د. فوّاز القاسم / سوريا
أيها المجاهدون الكرام ، يا قرّة عيني ، ويا تاج رأس الأمة .!
لكي تحافظوا على زخم الثورة ، وتضمنوا استمرارها ، وديمومتها ، وانتصارها فإنه حريٌّ بكم أن تنتبهوا إلى الأركان التالية :
الأول : توفر واستمرار الرجال المؤمنين بالله ، والمعبئين عقائدياً ، والمشحونين بالإيمان ، وحب الجهاد ، وعشق الشهادة ، بحيث كلما ارتقى لديكم شهيد بمواصفات إيمانية ، ودعوية ، وجهادية معيّنة ، يحلّ محلّه عشرة من المجاهدين ، من نفس المواصفات وأرقى ، وهذا يتطلب ( مؤسسة تربوية عقائدية باهرة ) يقوم عليها خيرة دعاتكم ...
وأيم الله ، فإن جيل الصحابة الكرام ، رضوان الله عليهم ، لم ينتصر ويفتح الدنيا إلا بالرجال المؤمنين الراسخين ، وحفظة القرآن ، والمجاهدين ، وعشّاق الشهادة ، الذين تخرّجوا من مدرسة محمد صلى الله عليه وسلّم ، وارتقوا في مؤسسة الوحي والقرآن الكريم ...
الثاني : استمرار التدريب ، وصقل المواهب البدنية ، من خلال معسكرات تدريب خاصّة ، يشرف عليها خيرة أبطالكم ، بحيث تحافظوا ، بل تطوّروا باستمرار القدرات العسكرية ، واللياقات البدنية لأبطالكم ...
وأيم الله ، فإن أجدادكم المجاهدين الفاتحين رضوان الله عليهم ، لم ينتصروا على الجموع الهائلة للفرس والروم ، التي كانت تفوقهم عدداً وعدّة ، إلا برسوخ إيمانهم كما ذكرنا ، وبراعة تدريبهم ولياقتهم ، وما امتازوا به من مهارات قتالية باهرة ، صقلوها بالتدريب المستمر على صهوات خيولهم ...
الثالث : استمرار المال المستقل ، وهو عصب جهادكم ، من خلال تنويع المصادر ، واستقلاليتها ، وفتح مشاريع استثمارية ، في الداخل ، والخارج ، بالإضافة لما تغتنمونه من أعدائكم ...
وأيم الله فإن أجدادكم الفاتحين ، لم ينتصروا على أعدائهم ، ويسحقوا امبراطوريتي فارس والروم ، ويفتحوا العالم ، إلا بفضل الله ، ثم بفضل رسوخ عقيدتهم ، وحسن تدريبهم ، واستقلالية قرارهم ...
حفظكم الله يا قرّة العيون ، وأعزّكم الله ، ونصركم الله ، ومكّن لدينكم ...