خواطر فؤاد البنا 815
البصيرة النافذة بحيرة شديدة الصفاء، وتتسع بقدر ما يصب فيها من أفكار عقلية صافية وتأملات روحية نقية، بمعنى أنها تحتاج لرافدي العقل والروح.
**************************************
تنقسم مصائبنا إلى قسمين: القسم الأول نحن من صنعناه بأنفسنا، والقسم الآخر يضم ما صنعه أعداؤنا بنا؛ نتيجة غفلتنا وضعفنا وامتلاك القابلية لتلقي الظلم بدون مقاومة مع تشجيع بعضنا لعدونا في ظلم بعضنا!
**************************************
سيظل أعداؤنا يكرهوننا ويحملون العداء لديننا وسيحاولون إلحاق أرضنا بهم كمناطق نفوذ، ولن نستطيع أن نغير طبائعهم وأطماعهم، لكننا نستطيع أن نعالج القابلية الكامنة في دواخل كثيرين منا؛ بمعنى أننا العامل الحاسم في المسألة، فنحن من سيقاومون ويعتزّون أو من سيقبلون ويستكينون!
**************************************
نجح الغربيون في عقلنة الخرافات التي تعج بها ثقافتهم وفي لجم خلافاتهم، وفشلنا في المحافظة على عقلانية ثقافتنا وفي المحافظة على وحدتنا، فلا غرو أن يتقدموا ونتخلف، ولا غرابة في أن يرتقوا ويطاردنا الانحطاط!
**************************************
تسكن الفوضى أعماقنا وتصدر عنها تصرفاتنا وسلوكياتنا، ولنقارن بما نراه من نظام يستوطن المجتمعات الغربية ويبرز في كل نواحي حياتهم ووسط شتى فئاتهم الاجتماعية والمهنية، حيث ترى الصيادين يحركون المجاديف بطريقة جمعية بديعة كأنهم في استعراض، وحينما يتركون قواربهم في الموانئ يتركونها في صفوف منظمة على شكل تُحَف جميلة، ويتضح ذلك حتى في تشجيعهم الرياضي حيث يتحركون بطريقة جماعية ويرددون الهتافات بطريقة منظمة.
**************************************
قالت لي: وكيف نفرِّق بين النقد وجلد الذات، فقلت: النقد هو الذي يستفيد منه أهل الحق فيسد الثغرات ويُقوم الاعوجاج ويمنع النفوس من الوقوع في منزلق اليأس، بينما يصبح الكلام الذي يستفيد منه العدو جلداً للذات وإرجافاً يثقل موازين المتآمرين، ولذلك ينبغي التفكر في المآلات واستشراف العواقب قبل الكتابة والنشر.
**************************************
تقول تضاريس الجغرافيا بأن المناطق المنخفضة تجتذب مياه المناطق المرتفعة، وتثبت تضاريس الفكر بأن المناطق الهابطة حضاريا تجتذب أوساخ الآخرين وما يحمله سيل الغزو الفكري من غثاء لا يسمن ولا يغني من جوع التخلف الحضاري.
**************************************
ما أجملَ البندقية التي تسير في ركْب القلم، وما أقبح اليَراع الذي يسير في موكب البندقية!
وسوم: العدد 815