حكم .. خواطر ... وعبر(99)
1 - من بالغ في مدحك بحضورك، قد يبالغ في ذمك عند غيابك.
ومن نسب إليك مناقب ليست عندك بعين الرضا، سيرميك بمثالب ليست فيك بعين السخط، عندما يختلف معك.
2 – مصيبة البشر: في جاهل ساذج لا يفكر ولا يستفيد من مشورة عاقل، وفي رجلٍ عبقريٍ مفكرٍ يسير في طريق خاطئ، يتشبث برأيه عناداً وكبراً وغروراً ولو أورده موارد الهلاك.
3 – اجعل حسن الظن بك من محبيك: ينمي طموحك ويشد عزيمتك ويدفعك إلى الأفضل، وإياك أن تصدق كل كلمات الإطراء والثناء التي تقال لك من معجبيك ومحبيك وتكذب نفسك، فتغرق بالغرور وتنتهي بالإخفاق.
4 – في أوقاتٍ نظن أنفسنا: أطباء نفسيين ومحللين اجتماعيين، ونفهم طباع البشر ونتوقع كيف يتصرفون، وكيف يحبون ويكرهون، ويدنون ويبتعدون، ويقبلون ويدبرون ... و...
وتمر علينا لحظات ندرك فيها تماماً: أننا لم نفهم أنفسنا وطبيعتها بعد !.
5 – حسن الظن بالآخرين: من نبل المعدن وسمو الأصل ورقي الأخلاق.
لكن الإسراف في هذا الاتجاه، يفاجئنا بنكبات ومصائب تكلفنا غالياً، بسبب لطفاء المظاهر، خبثاء القلوب، فتتحول إلى ردة فعل يخالطها الظلم، ويشوبها سوء الظن والارتياب.
6 – نتحسر كثيراً على مستحيل لا نحيط به، ولا يمكن أن نبلغه ونسبر أغواره، ونفرِّط زهداً في ممكن يحتاج بعض الجهد والعزيمةً، ونتهاون في أمرٍ آخر حاضرٍ بين أيدينا عجزاً وكسلاً.
7 - نأسف على ماضٍ ولَّى وغائب ذهب، وننسى واقعاً نعيشه وحاضراً نكابده، ونتجاهل التخطيط والتحضير لمستقبلٍ نترقبه، يصوب ماضينا ويفتح أبواب الأمل والسعادة لأيامنا القادمة وأجيالنا الصاعدة.
8 – لعبة التغابي: سلاح خطير ذو حدين كالعميل المزدوج تماماً.
لا تدري أيهما يستخدم الآخر، وأيهما المنتصر الأخير!.
9 - بعضهم يقتحم منزلك بفضولٍ مثيرٍ وأنت تتربع على سجادتك بدون استئذان، ومشرعاً (سيجارته) بيده في وجهك، يؤذيك بدخانه ويزعجك بصراخه وحركاته، فيتساقط رمادها أمامك على السجادة وثيابك، فتنفخها لتبعدها عنك، فتعمي عينيك!.
10 - لن ترتقي أمتنا حتى يصبح نهجها وسلوكها وتعاملها، أشد فصاحة من كلامها، وأقوى إبداعاً من تفكيرها، وأكثر سداداً من تخطيطها.
11 - ما أبلغنا حين نزوق الكلام ونزور، لنتصدر المجالس ونحاضر.
وما أبدعنا حين نجتهد ونفكر، لنكتب وندبِّر.
وما أقل حيلتنا وأكثر خيبتنا، عندما ننتقل إلى فن التعامل مع الآخرين، في الوظيفة والطريق، ومع البعيد والصديق.
12– لو أن الوسوسة تسمع والأفكار تقرأ والعقاب لا يؤجل، لما ضيّع أفلاطون وقته في التفكير بمدينته الفاضلة.
13 – بعض الساسة يجيدون الانتقال من التغريد إلى النباح أسرع من الفنانات!.
14 – لن تجد صديقاً لك، إذا كنت تبحث عن صفات المثالية والكمال، فالعيب والقصور من طبيعة البشر، فلا تركز على هنةٍ أوعورة في صديق، وتنسَ كل ما عنده من الفضائل والشمائل.
15 – إذا كنت مصرّاً أن تركز ناظريك على فجوات الناس وعوراتهم، سيرتد إليك البصر خائباً حسيراً، والنفس يائسة بائسة، والقلب منقبضاً قانطاً، ولن ترى فيمن حولك إلّا: الكذب والهوى والطمع والجشع والغيرة والحسد والأثرة والغدر، وقد عمي بصرك عن: الصدق والحب والمودة والإخلاص والغوث والمروءة والوفاء والإيثار.
16 – عَرضُ الذهب في سوق القصب، يبخس قيمته ويعرضه لِلَمزِ كل من هب ودب، فيزدريه الحصيف ويجر الخسارة والعطب.
17 – النقد: تحليل وتفصيل مع التسديد والتصويب، يثني على المناقب ويشير إلى المثالب، فإن اقتصر تركيزه على الزاوية المظلمة، فهو نقدٌ هدّام، يخفي وراءه الجهل والبغضاء، أو العداوة والحسد.
18 – وقد يزهر ربيع الثورات، ورداً أحمر بلون الدم.
19 – إذا كنت عاجزاً عن زرع الأمل والنهوض بالآخرين وبث روح التفاؤل.
فلا تكن متشائماً توزع قناطير اليأس والإحباط، وتروِّج لصفقات الخيبة والقنوط ! .
20– إذا كانت عاقبة الجهل: إخفاقاً وألماً، فإن عاقبة الفهم المتأخر بعد فوات الأوان: أشدُّ ألماً وإخفاقاً.
وسوم: العدد 822