وخلق الإنسان ضعيفا

القوة .. ما هي القوة  .. يختلف الناس في مفهوم القوة، فمنهم من يعتقد أنها القوة الجسدية، ومنهم من يعتقد أن القوة هي قوة عقلية والقدرة على التفكير النموذجي وسرعة البديهة ومنهم من يعتقد أنها القدرة على السيطرة والسلطة على أنها الأقوى في الطبيعة ..

لو سألنا أنفسنا .. هل يوجد من هو أقوى من الإنسان؟؟!!

بالتأكيد .. فالأسود والنمور كلها من الحيوانات التي تفوق قوة الإنسان كثيراً، لكننا بالواقع نحن أقوى منهم بأن منحنا الله قوة العقل، فنستطيع السيطرة على الحيوانات المفترسة بقوة عقولنا وتقنياتنا، فلولا عقولنا التي وهبنا الله إياها لبقي الإنسان هو الأضعف في الطبيعة .. لكن كيـــف؟؟!!

البعض يتسائل أن هنالك العديد من المخلوقات الضعيفة ونحن البشر أقوى منها بكثير (مثل النمل) .. لكن لا ....

حتى النمل هو أقوى من الإنسان أيضاً .. نعم أقوى من الإنسان لكن كيـــــــــف؟؟!!

هل تعلم أن النمل يستطيع حمل طعامه الذي يبلغ وزن الطعام 20 ضعفاً من وزن النملة نفسها أي ما تعادل طناً كاملاً عند الإنسان، بمعنى أن النملة هي أقوى بعشرين ضعفاً من الإنسان.

وهي تسير بالطعام التي تحمله على ظهرها بما يقدر لدى الإنسان ب24 كيلو متر.

الآن لو قارناها بالإنسان .. هل يستطيع الواحد منا حمل ألف كيلو أي بورزن سيارة والسير بها 24 كيلو متراً .. بالطبع مستحيـــل

وبالتالي فإن أضعف مخلوق بوجهة نظرنا بالفعل هو أقوى منا بكثير .

يعتبر السلوك الاجتماعي للنمل هو الأعقد بين عالم الحشرات، ولذلك جاء القرآن بسورة كاملة اسمها سورة (النمل)، وذكر فيها المولى تبارك وتعالى قدرة النمل على التكلم، وتمتلك النملة دماغ له فصين ، أي أنها قادرة على التحليل و التفكير ... كما أنها تمتلك جهاز سمعي وجهاز للنطق ... وقد أثبتت دراسات فعلية قام بها علماء الحشرات أن النملة تتكلم فعلاً ، وباستخدام معدات صوت دقيقة جداً نجحوا بالفعل في تسجيل صوت مسموع للنملة ... ولا عجب في ذلك ، فلقد أخبرنا القرآن الكريم عن ذلك في سورة النمل : بسم الله الرحمن الرحيم ( حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) ... سورة النمل 

ونلاحظ هنا أن الله عز وجل استخدم كلمة (قالت) ولم يقل مثلاً : أشارت ... أو نبهت ... والقول لا يصدر إلا عن صوت مسموع وهي أيضاً تتواصل حتى عن بعد، فسبحان الله

لمً التكبّر إذن؟؟ فكل القوة التي منحنا الله إيها لا تساوي شيئاً عند أضعف المخلوقات.