هل سيزهر الصبر ؟؟
نسرين صالح محمد جرار
في طفولتي حين تذوقتُ الصبر لأول مرة.. وجدتُ صعوبةً في أكله لما فيه من بذور، وكم استغربت حين شاهدتُ ألواح الصبر التي تحمل الأشواك ... وبرغم قسوة الألم الناجم عن جرحها .. يقطفه القاطفون، ومرت الأيام فاكتشفتُ أن للصبر طعماً مميزاً، كما وعرفت أن للصبر ألواناً...، لكني لم أدرك معنى الصبر إلا حين فهمتُ قضية شعبي الذي تجرّع المر وصبر ...!
ولما رأيت عمتي تزغرد وهي تستقبل شهيدها جعفر طيار فلسطين، تعلمت أن الصابرين كبارٌ تطاول هاماتهم عنان السماء.
وعايشتُ الصبر مع أمي اثنتي عشرة سنة وهي تكابد ألم أسر أخي ، وتنتظر عاماً تلو عام بشارة الحرية .
يقول العابدون المتبتلون، إنهم يصبرون عن المعاصي طمعاً بجنات النعيم .. ويقول العاشقون أيضاً إنهم يصبرون .. و يجافي النوم عيونهم لبعد الحبيب .... ويصبر المرضى على آلامهم لعل الله يرزقهم الشفاء ، أو يكفّر عنهم خطاياهم، لكن صبر أطفالٍ جياعٍ في مخيم اليرموك تعدى حدود الصبر ... وعلّم الصابرين التصبّر..
بالأمس رأيت لوح الصبر في حديقتي وقد أزهر، فتزاحمت الأسئلة إلى ذهني ... متى سيزهر صبر أمهات الشهداء والأسرى ؟؟.
متى سيزهر صبر الجياع في اليرموك ؟؟؟
هل سيزهر الصبر كما أزهر الصبار في حديقتي ؟؟؟؟