ثرثرة مع الذات
خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )
* تسللت خفية من تحت أستار الدجى لأجلس بين يديك يا قمري ..لأصغي لهمساتك التي تطربني .. لأودعك أحاديثا تعذبني و تؤلمني ..
وقفت بين يديك بحيرة تائهة وفكرة عابرة .. أسبلت الجفون و أغمضت العيون و كتمت غصة ذات شجون
لحظات ولحظات تخللتها زفرات و شهقات .. عدت على إثرها أردد ما جادت به الحروف
وحيدة في عالمي
و عالمي وحيد ................
* تتجمع المشاعر تارة ، و تتشرذم تارة أخرى .. أحيانا نمتلكها و نسيطر عليها .. و أحيانا تمتلكنا و تغرقنا في متاهاتها التي لا تنتهي و كأنها بئر عميق من غير قرار ..
و أيا كان .. سواء امتلكناها ، أم امتلكتنا .. تبقى هي سر الحياة الذي يلون دنيانا بشتى الألوان ..جميلها ، قبيحها ، لذيذها ، أليمها ...
وما إن تهجرنا المشاعر و نعيش بدونها .. ندرك حينها أننا أصبحنا في عالم الأموات !!!
* من بين أهدابك الكثيفة أيها الدجى المتعالي بطغيان جامح .. تغادر الروح في رحلة عبثية تبحث عن بصيص من ضياء
تتوشح أملا لا زالت ذبالته تتراقص رغم العناء .. أتراها ستمسك بجديلات الضياء ؟ أم أنها ستعود تجر ذيل خيباتها لتتلاشى في الفناء ؟؟!!
* أترى يمكن للمرء أن يصبح ميتا بين الأحياء
إن كان قلبه لا زال ينبض ، و لا يزال يمد شرايينه و أوردته بالدماء .. فما الذي يجعله ميتا تعلوه صفرة تحاكي شمس السماء؟؟!!
وهل الميت الحي حقا يتلقى الجراح دون ألم ، دون صرخة آه تفلت منه في غياب رقابة الجور المحكم قيده ؟
أصحيح ما قاله الشاعر : ما لجرح بميت إيلام ؟؟
لهف قلبي على الأموات الأحياء .. من قال بأنهم لا يتعذبون ، و لا يتألمون .. فهو واهم ، يعيش في قصوره العاجية ينظّر دون أن يدرك كنه الأمور و حقائقها ..
إنهم يتألمون .... ولكن .......بصمت قاتل !!!