همسات القمر (14)
خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )
*أيتها النجوم الساطعة المتألقة في ستارة الليل البهيم .. أيها البدر المستقر على صفحة ذاك الأديم .. أتبصرون من علوّ فرسانا يمتطون جيادهم مسارعين للقاء العدو ؟؟ أتراهم اقتربوا أم لا زال طريقهم بعيدا ؟؟؟ نشتاقهم كثيرا و نحتاجهم كثيرا .. فمتى سيطلعون كشمس صباح مشرق من بعد يوم غائم كئيب ؟؟
*ألا يا طيرُ يا شادي
ألا هل بعض إنشاد ؟
فحرف الصدق في لحن
أيبقى رهن أصفاد ؟
* ماذا تقول يا بحر فيمن قادتها خطاها نحو شاطئك المختزن عبق الذكريات .. المكتنز حروف الخاطرات ؟ المتسربل بوشاح نسجته خيوط شمس ترقد على صفحة الآمال و الأمنيات .
أتظنها جاءتك ببوح ناء بثقله الخاطر. أم تراها تتلمس لديك حضنا دافئا يحتوي فيض المشاعر ؟؟ أيا كان يا بحر .. أنت الصديق الذي تمد ذراعيك على اتساعهما تنعش قلبا .. تمسح دمعة .. ترسم بسمة تنتصر على جبروت الأحزان .. أهواك يا بحر .
*خزام الزهر عطرني شذاه
وأغدق من لطائفه نداه
*أيها البدر الساحر ..
و إن حجبني عنك غيم ماطر
و إن حملتَ عصا الترحال إلى أرض بعيدة تهاجر
و إن أدمنت الرحيل بين الفينة والأخرى تغادر و تسافر
و إن تقلبت في أطوارك و أشكالك تلبس أثوابا متباينة و تفاخر
و إن و إن و إن ...
تبقى أنت أنت .. قِبلة نظري .. و وجهة نفسي .. و منية قلبي و روحي
دم بعلوك يا قمر
*ألا يا بدر إيناســــــــا
بعذب النور يروينــــــا
يناجي الروح ينسيها
أنينا في بوادينـــــــا
* أيتها الشمس الحانية ..
ما بين شعاع و آخر
يهفو القلب لمزيد من ضياء .. تشتاق الروح لكثير من سناء
و كأن هذه البرهة شبه المعدومة تجمّد الحياة و تحبسها في قوقعة الفناء
دعي خيوطك تداعبني .. دعيها تتغلغل إلى حيث أنواء تزعجني .. أذيبيها .. اصهريها .. دعيها تزهق في مزالق الذهاب إلى غير رجعة
دعيني أرفل في ثوب الهناء