لماذا المؤمن عدو للمؤمن؟
معمر حبار
من صفات المؤمن حبّه الشديد للجلال والجمال. فالصفاء النابع من داخله، يشع ليشمل حب من حوله، والإحسان إليهم، والتقرب إليهم بكل ماهو أحسن وفاعل، لذلك أحبّه الجميع، ودعوا له مخلصين.
إن الذي يحب ربه لايمكنه أن يحمل الضغينة لأحد، وحب الله يسع لحب عباده، ولايترك مساحة لما دونه.
إن الله تعالى ذكر الأصناف التي تحمل العداوة للمؤمن، وهي: اليهود والذين أشركوا. وذكر أقرب الناس مودة للمؤمن، وهم النصارى، بل ذكرهم بالتفصيل حين قال قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا.واقرأ قوله تعالى:"لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواوَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ"، المائدة - الآية 82.
إذن لم يذكرأن المؤمن عدو للمؤمن. فكيف بالمؤمن يتحول إلى عدو للمؤمن؟. وذكر النصراني على أنه الأقرب للمؤمن، وكان الأولى بالمؤمن أن يكون هو الأقرب. فكانت النتيجة، أن ضيّع القرب من أخيه، وزاد العداوة لأخيه.
إن المؤمن يتقرب لربه بحبه لأخيه. ومن كان عدوا لأخيه حُرِمَ لقب المؤمن، وضيّع على نفسه فضيلة القربى.