همسات القمر (13)
خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار)
*أيها البدر ..
لكأني بشعاعك الفضي يعيد ترتيب النفس و رسمها بلمسة بديعة .. كما ريشة فنان مبدع أينما يضرب على لوحته يترك جمالا يبهر الناظرين .. أي سحر هذا الذي تحمله ؟ و أية قدرة على بعثرة كدر يطغى على القلب و يحزنه ؟ و أي صفاء ذلك الذي تسيطر به على دواخل المرء فتغتال لواعجه وتبهجه ؟؟ طوبى لك ثم طوبى لك .
* ها نحن نقف في زاوية من زوايا من الزمان .. نفوس ظامئة .. مهج عطشى .. أرواح حائرة .. بلهفة و شوق ناظرة .. قلوب متعلقة بمئذنة شامخة .. أتراها ستعلن قريبا صوت أذان نصرنا .. أم أن انتظارنا سيطول و يطول معه أسانا و قهرنا و عجزنا ؟؟
*أيها الفجر المختبئ خلف دلجة الليل الحالك .. ما بك قد أبطأت المسير ؟ أتراك تختبر شوقنا أم أنك لا زلت تعد العدة ليوم النفير ؟
أيهون عليك انتظارنا أكثر من ذلك ، و تعثرنا في ظلام الدروب والمسالك ؟
أقبل أيها الفجر .. فما عاد في نفوسنا بقية من انتظار أو صبر !!
*غريب أن ترى البدر
ولا يسحرك بالأنوار
غريب أن ترى الفجرا
ولا تنجاب ذي الأوضار
غريب سجنك القلبا
بقيد الشؤم و الأكدار
غريب فالدجى يُفنى
فقل يا رب يا ستار
ألا هل آن يا ربي
جلاء الهم يا غفار
* أترى سألمح نور
فجر قادم
يحمي بلادي من كثير مآتم
فالنفس تاقت للضياء وليتها
تسقى بنور بعد يوم غائم
*عندما نشعر برغبة عارمة في الهروب من الواقع الأليم .. نعود بذاكرتنا إلى ذلك التاريخ الجميل .. تاريخنا الذي كان قامة شامخة بالعز و السؤدد والمجد الرفيع .. تاريخنا الذي يرسم بسمة فخر و سعادة على ثغرنا .. لا تلبث أن تزول و يمحى أثرُها عندما نعود لواقعنا و نستفيق من رحلة تاريخنا
ألا نستحق أن نعيش كراما و نرسم بسمتنا بمداد لا يزول و لا يمحى أثره ؟؟
*جاد الإله بأنعم
هل نوفها
شكرا وهل نرضيك يا الله
*أتذكرنا تلك الدروب المعتقة بأريج الياسمين و شذى الرياحين ؟
أتشتاقنا نسمة كانت تدور حولنا و تسعى إلينا لتلطف هجير الحياة ؟
أتفتقدنا زهرة أو شجرة نسجنا و إياها قصصا و حكايات ؟
أتحتاجنا تلك البساتين و الرياض نزرع خطواتنا فيها و نلقي بأحمالنا في زواياها و حناياها ؟؟
لحظات كثيرة تلك التي تتبادر إلى مخيلتنا و تشعرنا بالشوق و الفقد و الحاجة .. أتراها تبادلنا تلك المشاعر و تحتاجنا كما نحتاجها ؟؟؟