عذرا أيها الصديق
خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)
بشوقي المعتاد .. أسرعت نحوك أيها البحر العزيز ..تسابقني لهفتي .. ويدفعني حنيني .. وتضطرب مشاعري و كأنها تتنافس فيما بينها ، من الذي سيندفع أولا ليستريح في أحضانك الحانية ..وصلت شاطئك و كلي أمل أن أجد راحتي و سكينتي في أفيائك .. و ها أنذا أجلس على صخرة تداعبها بلطيف أمواجك .. و تغسلها برهيف مائك ... صمتّ في محراب جمالك ..ارتبكت .. تلعثمت .. ترددت .. لم أكن أعلم .. أهي رهبة اللقاء .. أم خوف ثورة المشاعر في حضرتك و التي لا تعي حدا .. و لا تستطيع في ثرثرتها إلا مدا ..
لا أدري كم طال صمتي ، فقد أُخذت بجلال المكان .. و جمال نوارسك الحسان ..
إلى أن أتت ريح عابرة .. و كأنها لامست غيومي الماطرة فاجتثت مكامن نفسي و استباحت خلجاتها و همساتها بين يديك .
لم يطل بوحي .. و لم أفسح المجال كثيرا لخواطري و مشاعري كي تنساب كما تهوى و تختال بين يديك كما تتمنى ..عدت لصمتي .. و دون وعي مني أطرقت رأسي ..
لم أعد أشعر بما حولي و أنا أحدق في مياهك المتراقصة ، طال صمتي و ارتدّت آهاتي و أناتي كسيرة حزينة .. كانت تحلم بحريتها على شاطئك أيها البحر الحنون .. لكن أصبحت أدرك أن ثورتها و حريتها هو ضرب من الجنون ...
عذرا أيها الصديق .. لم أملك غير أن ألوذ بحمى صمتي في رحابك .. ليس استخفافا باحتضانك و احتوائك .. و لكن .. تاهت حروفي ، ولم تستطع أن تجتمع عند بابك !!