همسات القمر (12)
خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )
* لا شيء سوى غيوم مبعثرة .. و نفس متعثرة .. و روح تلملم أشلاءها التي تناثرت في بوابات الحلم المسافر في أرض السراب ..
أنكمش على ذاتي .. وأبحث عن بقايا حبر في دَواتي .. أرسم خيالات تعفّيها ريح مارقة تعبث بها .. أهز الرأس و أذرف دمعتين سخينتين على تلك النفس ..
أنتظر ليلتي .. لأرمم ما تبقي مني بخيوط لجين يرسلها قمرٌ يعرفني .. يفهمني .. يسكن وجعي و ألمي بفيض حب .. و صدر رحب .. أنتظرك يا قمري بشغف الواله المحب .. و أتمنى أن تحتويني بضيائك الحاني العذب .
* كانسياب رذاذ المطر في ليلة طويلة هادئة .. تنساب خواطرنا وأفكارنا .. تزرع فينا بهجة .. تثير فينا شجنا .. تشحن فينا أملا .. تسعى لأن تزهق ألما .. و نبقى نحن و خواطرنا ..حكاية الزمان والمكان ... حكاية مترعة بالفرح .. مسكونة بالأشجان .. و في هذا اختصار لحكايتنا .. حكاية إنسان .
*.في غمرة انشغالنا و اندفاعنا في دروب الحياة الوعرة .. تقف النفس هنيهة تبحث عن نبع يطفي صداها .. و يعيد لها بهاءها و سناها ..ترخي سمعها لتستجلب إليه ترنيمة طير مغرد .. و تفتح مسالكها لأريج زهر يتغلغل في الحنايا و كثيرَ عناء يبدد .. ترسل نظرة صفاء في الفضاء الرحب لتعود مكللة بمشاعر الود والحب .. تستجمع طاقتها من جديد .. تعود لتسلك دربها بعزيمة من حديد ..تطلق ابتسامة أمل .. و تبدأ رحلة عطاء جديدة بلا كلل أو ملل .
* أتأخذنا الدنيا من أنفسنا؟ أتعبث في بقايا أحلامنا وآمالنا ؟؟ أتتزين لنا لتظهر خلسة في ثوب براق يخدعنا ثم يلسعنا ؟؟!! أم أنها تخبئ لنا الفرح في ثنايا الترح ؟ أو أنها تسقي بذور سعادة مختبئة في تربة الأحزان ؟
أتراه سيتلاشى قريبا هذا الليل الذي طال مكثه في ديارنا ، والذي أرسى دعائمه كصخرة تأبى الزوال أو الرحيل ؟ أترى ستعود شمس عزتنا تنشر غلالتها التي تجذب فراشات السرور و تستجلب شذى الزهور و ترانيم الطيور ؟
كم في النفس خواطر تتلاعب بها كأرجوحة مجنونة تتراوح جيئة و ذهابا ، و كم في الحنايا تساؤلات ملأتها الدروب الغامضة ضبابا ؟
فهل نبلغ واحات الأمان قريبا ، أم سنبقى نتعثر في دروبنا طويلا قبل أن نصل ؟