علّموني في المدرسة
- علموني أن اعرف قدر من علمني ورباني وأنا غصن غض طري، أن أعرف فضل من علمني التهجي، أن أعرف فضل من علمني الأصوات المتحركة، أن أعرف فضل من رباني، وأجتهد لأكون رجلا ناجحا ، إنهم فخر رجال التربية الأوائل، لهم مني خالص الود والعرفان، نسأل الله أن يمدّ أعمارا لأحياء منهم ، فيديم عليهم لباس الستر والعافية ، ويرحم الأموات برحمته الواسعة .
- علموني أن الأخوة والتآلف وحدهما تبنى الأواصر المجتمعية ، و تهدم بالعصبية ونزعات التفرق والتمييز العنصري .
- علموني أن ما حققه الجيل الأول من انتصارات كانت بالوحدة والتآلف ، وإن اختلفوا في وجهات النظر ، فإنه لم يضرهم ، اختلفت أرآهم واجتهاداتهم ولم تختلف قلوبهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن الصحابة "اختلفوا و لم يتفرقوا".
- علموني أن أعشق الحرية، وأن أكره التقليد الأعمى ، وأرفض الإكراه، وأن يكبر في عيني الرجل صاحب العطاء المستمر ، والعطاء سبيل النجاح .
- علموني أن أضع نصب عيني ميزان التقويم الصحيح ، أن أحترم أساليب النقد، فأتجنب النقد الهادم الذي يلغي بصمة واجتهاد الطرف الآخر، لأن قواعد النقد معلومة ، فالرجل الناجح ينتقد الممارسات والأوضاع والبرامج السلبية ، ومعها يجتهد أن يقدم البدائل والمقترحات ؛ فلا يخدش هوية المجتمع ولا يتعرض للأشخاص والمؤسسات بالإساءة .
- علموني في كتاب المدرسة أن معايير الإنسانية واحدة ، وأن الكرامة الإنسانية واحدة ؛ و لكن المؤسف ، حين فتحت عيني على كتاب الحياة المفتوح ، وجدت الفرو قات التي تهدم ما قرأته ، فيالها من ازدواجية مرفوضة ، لهذا يحق لي أن أقول : (حفظنا الدرس يا صناع الكتب ) . .
- علموني أن الميدان وساحة العمل ، هما وحدهما الملمح الصحيح ، الذي يظل حجة على الكسالى ، والعاطلين والمفلسين ، والبطالين والمتفلسفة والمنظرين ..
وسوم: العدد 1057