من يركبون الموجة ويستغلون عودة الحياة للأمة

من يركبون الموجة ويستغلون عودة الحياة للأمة د. محمد رفعت زنجيرنحن كأمة في أزمة حضارية متعددة الجوانب، وفي وسط ليل مظلم قاتم جاثم، نتلمس شعاعا من نور، أو بصيصا من أمل..

نلتفت في كل الجهات..

نبحث عن مخرج

وإزاحة الصخور من طريقنا

فنجد كثيرا من المقاولين بالكلام

والطفيليين والمرجفين

يقدمون لنا رؤى بائسة ناعسة...

وأفكارا لا يقبلها العقل كما لا تقبل المعدة الزقوم .. 

وحلولا نعوذ بالله الحي القيوم..

ما أكثر من يزيدون هذه الأمة خبالا..

وينسجون لنا بيوتا من خيوط العنكبوت .. ومبادرات تجعل الحي يتمنى أن يموت...

إنهم من يركبون الموجة وقت الأزمات..

ويقدمون لنا النكبات تلو النكبات

فمرة باسم العقل والتنوير

وأخرى باسم التجديد والتطوير

وثالثة باسم القراءة المعاصرة

ورابعة باسم الحداثة وعصر العلم

وخامسة باسم إعادة البناء والهيكلة

وسادسة باسم حرية العقل والانفتاح الحضاري

وسابعة باسم حرية التعبير والرأي الآخر

وثامنة باسم الإبداع والتمرد والتحليق خارج السرب

وتاسعة باسم التأصيل لمشروع نهضوي

وعاشرة باسم نقد الموروث الثقافي والقوقعة والتكلس والهباب والسطحية والتكرار...

و...

***

شعارات جميلة، وكلمات خلبية براقة، وكلام مذوق منمق، يستخدمه بعض من (يعجبك قوله في الحياة الدنيا) ...

(وهو ألد الخصام)..

كنوع من الدعاية

لبضاعة مزجاة..

وينطلي السحر والخداع

على كل من لا طباخ - عقل - له ..

ويدخل (الساحر) عالم الذهب والأضواء...

ويقدمونه كهدية من عند السماء

قال الشاعر:

وَالْمَالُ يَغْشَى أُناسًا، لَا طَبَاخ لَهُمْ، ***

كَالسَّيْلِ يَغْشَى أُصول الدِّندِن الْبَالِي

أَصون عِرْضِي بِمَالِي لَا أُدنسه، ***

لَا بَارَكَ اللَّهُ بَعْدَ الْعِرْضِ فِي الْمَالِ

***

ملاحظة

البيتان للحية بن خلف الطائي كما في لسان العرب، وقد نسب الأول منهما لحسان بن ثابت أيضا.

***

آخر الكلام

رحماك يا إلهي

في زمن الأزمات وركوب الموجات وعرض العضلات 

والتباهي بالجهل والتماهي مع الخبل والهبل

في مشاريع الأوهام والأحلام

على رفات الشهداء ودموع الأيتام