الوجه الآخر للتضحية والوفاء
معمر حبار
في ندوة أقامتها قناة "الميادين" اللبنانية، قال أحد القساوسة اللبنانيين، أن مسيحيين استشهدوا مع سيّدنا الحسين، رضي الله عنه وأرضاه. وأكد هذه المعلومة فيما بعد، أستاذ في التاريخ الاسلامي.
المتأمل جيدا فيما قاله القسيس، يقف عند تضحية الآخر، الذي آثر أعزّ مايملك وهي حياته، وهو المتشبث بمسيحيته، من أجل مسلم لايؤمن بدينه. فكان من الوفاء الإعتراف بفضله وتضحيته.
ومن زاوية أخرى، فإنه يمكن القول أن هذا المسيحي، لم يكن ليضحي بحياته، لو لم يرى بأم العين فضائل سيّدنا الحسين، رضي الله عنه وأرضاه، تستوجب التضحية والفداء، فكان هذا من ذاك.
وفي نفس الندوة، ذكر أستاذ التاريخ الإسلامي، أن الله تعالى نجى سيّدنا موسى عليه السلام، وبني إسرائيل من فرعون.
هذه المعلومة بالنسبة للمسلمين الذين يحتفلون بنجاة سيّدنا موسى عليه السلام، إنما يحتفلون بتضحية بني إسرائيل، الذين لم يرهبهم بطش فرعون، وفضّلوا السير مع سيّدنا موسى عليه السلام، وهم يعلمون أنه الأضعف ماديا، لكنه الأقوى حين آمن بما قال: " قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ"، الشعراء - الآية 62 .
من الأمانة والوفاء أن يذكر المسلم دوما، تضحية الغير من أجله، ولو خالفه المعتقد. ومن ضحى للغير دون مقابل، ضحى الناس بأرواحهم لأجله. وإن عظم المناسبة أيّ كانت، في حفظها لفضل الآخر، ولو طال الزمن. وإذا كان الآخر ضحى بأغلى وأعزّ مايملك ، وهي الروح التي بين أضلعه، فإنه من الأمانة والوفاء ذكره، وذكر تضحيته وفضائله.