صونوا عشرتكم

في البيئات  السليمة عرض المطلقة مصان إلا عند الرّعاع ، ببساطة لأن طمس عشرة العمر تهون إلا عند اللئام ، فحين يحصل الفراق ، الأحرار يجملون    العشرة  بالأريحيات و لو مع الفراق المر.  

في هذا السياق أسوق  حكاية رجل  

‏أعرابي للعبرة و التأسي. 

وقد  حصل  أن الرجل كان على خلاف مع زوجته  ، فسألوه ما السبب هذا الخلاف ؟!  كما يفعل بعض من يخربون البيوت،  من  يهتمون  جمع الأخبار ، من مهنتهم  نبش عورات البيوت.  : قال  لهم بنرة الرجل الأصيل الغيور على عرضه ، الحفيظ على أسرار بيته  .

قال لهم ،: بلغة  المؤتمن  على سرية أحوال البيوت  (لا أتكلم عن عرضي ) 

وقد صدق  الرجل ، الأصيل لا يتكلم عن عرضه ، لا يتكلم عن مملكته ، مهما كان عمق الجرح ، و  مهما كانت   طبيعة المشكلة ، فالحياة  عند العقلاء تساس  أمور أحوالهم   بالسر و الكتمان ، وذاك عين البصيرة،  و عين الحكمة الصائبة .

أحيانا  تعكر صفو الأحوال  مشكلات حياتية  ، فتستحيل العشرة و يصعب استكمال الحياة  في مثل هذه  الظروف ، تصبح ديمومة العشرة  صعبة ، بعد استنفاذ كل الحلول ، في هذه الأحوال يفض النزاع  بما نكره ،  ، فحين لا يضمن العقلاء سلامة استكمال المشوار مع الشريك ، يكون  حينها  أبغض الحلال ، سبيلا لحل المشكلة ، فيحصل الفراق مع كراهة الحكم  .

في ظل هذا الفراق المرّ ، يظل المرجفون يتسللون للعمق يحاولون   هتك الأستار،  وفضح الأسرار ؛   في مثل هذه الأحوال يظل الأوفياء يقظون  ، يحفظون ملفات القضايا في صناديق مؤمنة  ، حماية لها من الجرذان  و الفئران المفسدة .   

يظل الرجل المؤتمن واع  لطبيعة الظرف وخطورته  ، يحاول ضمان السلامة الوقائية .

فحين يسأله المرجفون  عن أحوال الفراق ، يسألونه   ما السبب الفراق المرّ ، يجيب بلسان الواثق  : ( لا أتكلم عن أعراض الناس ) !

في النهاية أحببت أن تقرأ  رسالتي بأبعادها التي تتجاوز مفهوم  طلاق شريكين ، جمعهما عقد زواج شرعي  ، فإن أحوال الطلاق في حياتنا ، قد تتجاوز هذه الصور ، فقد يحصل  الفراق بين شريكين في التجارة ، وقد يحصل الفراق بين شريكين في دروب العمل الخيري أو الوظيفة ، و الحال صوره كثيرة ، فإن الفراق عند الرجال  له فنونه الرائعة  ، يكتبون في فراقهم الذوقيات الراقية ،   فالـرجل يبقى رجل  يرعى الود و لو مع الفراق 

وسوم: العدد 1091