إطلالة من قرب
أحمد الحجي
مدرس التربية الإسلامية في كلس
على شرفات الزمان وقفت أطل على الماضي السحيق على أجدادنا العظام.
مكثت أستعرض ملا محهم بمنظار ابن خلدون تارة، وبمنظار ابن كثير تارة أخرى.
فلبثت مليا وأنا أشرف من دهر على دهر ،وانتقل من قائد إلى قائد.فهالني مارأيت!!
كأنني رأيت وجوها كاسفة ،تقطر كآبة وأسى.فتملكني العجب واستولى علي الشداه.
يالله!!!قامات سامقة ..ومفاخر جمة..وبطوﻻت كبيرة..
ثم ترى الوجوه حزينة !!!كيف للحزن أن يجد إليهم مسلكا..
وكيف للظلمة أن تمحو معالم تلك الوجوه التي طالما أشرقت وتألقت دهورا مديدة..؟؟؟؟!!
فطفقت أنهال عليهم بسيل من اﻷسئلة :
ألستم خير من ساد البلاد ؟ وحكمتم عامر اﻷرض؟
ألم تكونوا غرة في جبين الدهر؟ فأقمتم الحضارة والمدنية؟
ألم تبنوا للعزة دارها الكبيرة؟
الم تكونوا ملائكة تمشون على اﻷرض تملؤونها خيراً ورحمة وهدى.؟!
لكن أحدا لم يجبني ؟!؟!وعدت إلى نفسي القهقرى ﻷقضي وقتي ساهما أتفكر.أقلب اﻷراء ،من فكر يناقض فكر ومعنى يتبع معنى وخاطرة تتلو خاطرة..دونما نتيجة..
فقفلت عائدا إلى واقعنا المعاصر أمرغ طرفي في أنحاء عالمناالإسﻻمة الكبير.
عندها فقط أدركت سر الكآبة الذي استولى عليهم أنهم لم يرزقوا أبناء بررة يحفظون اﻹرث الذي تركوه والمجد الذي صاغوه..
أليس عقوق اﻷبناء يحزن اﻷباء ؟