في رحاب الدفء العائلي
إحساس مميز يمتزج بروحانية العيد حين يعيش أمثالي تلك اللحظات التي يحملها دفء العائلة الكبيرة.
لعله شعور لا يضاهيه أي شعور آخر، حين تجتمع مفاصل العائلة الكبيرة في المأوى الآمن الاجتماعي التضامني، وحين تحتضن الأسرة أرواحنا، تجد النور ينبعث من خلال مسحات الوجوه الباسمة ، و القلوب الصادقة ، في تلك اللحظات نسترجع الأوصال التي أضعفتها المشاغل و صروف الدنيا.
إن مناسبة العيد تجدد فينا روح اللقاء و فرحة اللقاء ، فما أجملها عندما يجتمع الأحباب في خيمة وحولها الكبار و الصغار يجمعهم فضاء واحد وحول مائدة واحدة، ! فيها تنساب أحاديث الأسمار كالماء الزلال وتزهر القلوب بمشاعر الألفة و التواد .
إن مثل هذه الجلسات على عفويتها تقوي اللحمة بين أواصر العائلة الكبيرة ، هو أمر مهم للغاية في ظل التفكك الذي تعيشه المجتمعات التي تدعي التمدن و التحضر ،حيث غيّبت الأواصر الرحمية بين مكونات المجتمع .
فإن مثل هذه اللقاءات تعيد ما هدمته هذه الحداثة التي صنعت القطيعة بين النسيج المجتمعي ، الذي أضعف التلاحم والتفاهم بين أفراد العائلة الصغيرة ناهيك عن العائلة الكبيرة ، و تلك القطيعة بدورها تضعف النسيج المجتمعي .
إن مثل هذه المبادرات التي تبرمج من الأطراف الواعية في الأسرة و العائلة الكبيرة و المجتمع ، فإنها تنتج لنا مشاريع تنمية مجتمعية نفعية مستدامة ،تسهم في ترقية المجتمع المدني وقد نجملها في بعض نقاط مهمة :
- تحصيل التواصل بين أفراد الأسرة و العائلة الكبيرة في المناسبات كالأعياد و الأعراس أو حتى المناسبات الوطنية
- إحياء سنة التزاور بين أفراد العائلة الكبيرة بين الأرحام. و القربات.
- إحياء حفلات تكريم الناجحين من أبناء العائلة و تشجيعهم.
- إحياء روح التضامن والتعاون ، وإحياء التويزة التي تجسد التلاميذ الحقيقي و هي سنة مجتمعية غابت بين المجتمع .
- بعث روح التنافس الإيجابي من خلال ممارسة أنشطة ترفيهية أو الدورات الرياضية ، و التي كانت موجودة في المجتمع بين الأحياء و العائلات المجاورة .
في النهاية علينا أن نغتنم مثل هذه المبادرات التي تحيي فينا روح الأخوة الصادقة ، تحيي فينا روح التلاحم والتعاضد المجتمعي .
وسوم: العدد 1122