مفارقة عجيبة
أقول : لا تختلطوا بين المبادرة الشخصية و بين مشروع المبادرة المؤسسية إن المقارنة بينهما قتل لروح المبادرة الفردية ، و غبط لدور المؤسسة صاحبة المشاريع .
المؤسف أن البعض يخلط بينهما إما لسوء فهم أو لشيء من المكر ، فالمبادرة الشخصية والمبادرة المؤسسية تختلفان اختلافا بينا. من عدة أوجه مع مع أن كلاهما يصب في غاية واحدة هو تحقيق نقلة نوعية ببعث اليقظة الثقافية ، و صناعة دافعية لتحريك الركود باتجاه الفعل الثقافي المبدع .
- المبادرة الشخصية :
- تنطلق المبادرة الشخصية من فرد أو مجموعة صغيرة بدافع الغيرة و الحماسة حبا للأوطان أو الموطن الذي يعيش فيه المبدع ، وتنطلق المبادرة دون دعم رسمي من مؤسسة.
- غالبًا ما يكون التجاوب معها عفويا سلسا ، يحضنها الجمهور بعفوية و دون خلفيات مسبقة ، و هذه المبادرات غالبا ما يتفاعل معها الجمهور بعفوية تقديرا لصاحب المبادرة ، و هذا طبع جيد يجب تشجيعه و دعمه .
- يلاحظ على المبادرة الشخصية أن موارد دعمها عفوي يغلب عليه الطابع التضامني المجتمعي و غير رسمي غالبا و قد تلقى مساندة من الإطار الرسمي كالاحتفاء و المرافقة أو التشجيع أو حتى التكريم .
- تظل المبادرة الشخصية مطلوبة كونها تصنع جوا من الحيوية من خلال طابعها العفوي ، و في نفس الوقت تدفع بروح المنافسة بين المبدعين و تظهر الفروق الفردية بين أصحاب المبادرات الخاصة ، لهذا كل من يضيق بالمبادرة الشخصية يساهم في قتل الإبداع الفردي .
- المبادرة المؤسسية :
- دعونا نقف عند نشاط المؤسسة سواء كانت رسمية من قبل مؤسسة رسمية حكومية، أو نشاط جمعوي غير رسمي ، و التي تتحكم فيها الطابع الهيكلي المنظم و التي تحكمها قوانين الجمهورية.
- والغالب على نشاط المؤسسات تقيدها بإجراءات واضحة معروفة .
- تنجز نشاطات المؤسسات بموارد المؤسسة، و إعانات الدولة و تسخر لها كل الإمكانات البشرية و المادية لإنجاح برامجها و تأخذ طابع الرعاية من الدولة نفسها أو من رؤساء جمعياتها .
- تتميز أنشطة المؤسسات أنها ذات صيت واسع حضورا و تمثيلا لخصوصية المؤسسة وقيمتها السيادية ، و مكانة التي تتمتع بها المؤسسة عن المبادرة الشخصية ،فنشاط المؤسسة أدوم وأبقى .
وخلاصة القول إن الفعل الثقافي يتنفس بالمبادرة الشخصية و المؤسسية معا ، حيث لا يستغني أحدهما عن الآخر ، وتبقى المبادرة الشخصية فعالة في صناعة التنافس بين المبدعين أنفسهم و من خلالهم تستفيد المؤسسات من الطاقات و المواهب الموجودة في الوسط المجتمعي .
وسوم: العدد 1123