ولأبي وردة في يومِها..!!
ولأبي وردة في يومِها..!!
هنادي نصر الله
لن أدعَك تنظرْ بحسرةٍ؛ بينما نجري جميعًا متسابقين إلى حضنها؛ لنستعيد شيئًا من دلال الطفولة؛ وفي أيدينا الورد الأحمر؛ ليعانقَ خدها فيحمرُ هو الآخر خجلاً منك؛ لأنكَ بلا وردة..
الوردُ للورد سيبقى؛ وأنتما سويًا صاحبا فضلٍ لا يُنسى؛ فلا فرقَ بينكما سوى أنكَ أبي وهي أمي؛ وكلاكما روحٌ واحدةٌ تنبضُ بحبنا جميعًا نحن أبناؤكما من دمكما ولحمكما..
ملعونةٌ تلك القوانين المعادية لحقوق الأسرة السعيدة؛ تلكَ التي تجعلُ من " أمي" أسطورةً مزيفة؛ وتجعلُ منك" طاغية"؛ فإن كانتْ هي " الحكومة" فأنتَ من بيدكَ مقاليدُ تشكيلها من الوزراء متمثلين في الأبناء والبنات؛ فلولاكْ لسقطتْ الحكومة؛ وبقيتْ في بيتِ أبيها؛ تُعاني شبح تأخر الزواج، وتُطاردها أزمات العنوسة؛فلرئيس الحكومة" أبي" في يومِ ميلاد " أمي" أي ـ الحكومة ـ كل الورود البيضاء والحمراء؛ وكل التهاني الكلاسيكية والتقليدية وحتى النموذجية..
فالحياةُ بغيابِ الأبِ والأم هي حياةٌ ناقصة؛ سيبقى أبناؤها يُعانون الحرمان؛ ومن لم يرق له قولي؛ عليه أن يسألَ طفلاً انفصلتْ أمه عن أبيه؛ أو غيبَ الموتُ أحدهما؛لذا وجبَ تقديرهما؛ لأنهما بركة البيتْ وسرٌ كبيرٌ من أسرار سعادته..
وباسمِ إنهاء كافة أشكال التمييز العنصري ضد المرأة؛ أطالبُ بمساواتها بالرجل؛ في أن يبقى الإثنان بلا يومِ امرأةٍ أو يوم أم؛ لأن تمييز المرأة في منحها ليوم أو يومين هو تمييز سلبي لها؛ وإن ظنَ البعض بأنه إيجابي؛ معًا لتقدير قلوب الآباء والأمهات دومًا..
يعيش أبي.. رئيس وزراء الحكومة.. وتعيشُ أمي برعايةِ أبي.. ونعيشُ نحن الأبناء والبنات؛ محافظين على قسمِ الولاء للدين والوطن والأسرة؛ ولاءٌ يرفضُ تهميش الآخر؛ بحجةِ أن اليومَ يومًا للأم وليس للأب..