همسات القمر (6)

خديجة وليد قاسم ( إكليل الغار )

* وددت امتلاك جناحي طائر .. لأرفرف فوق رباك بلا حدود أو قيود .. 

لأمتع ناظري بما وراء السدود

لأزرع في نفسي حلما بأن يوما سنعود

لأطبع قبلة حرّى على أجداث الجدود

لأعانق زيتونك الصامد عطاء يجود

لأحتضن جبالك الشم وقفت شاهدة على غدر يهود ..

أترى ستحضنني يوما أيها الترب الطهور .. أم سأفنى بعيدة عنك في هذا الوجود ؟؟

* أنا همسة القـــــمر الذي 

 أشعلت قلبي من سناه

 أنا ضحكة البدر الذي                                       

يزهـــــو و يسمو في علاه

*أيا وطنا

ذبلت زهور الروض من نار احتراقك

غارت نجوم الليل حزنا من إسارك

فمتى نعود لنسكب العطر الشذي أمام بابك

ومتى نصلي ركعة .. في المسجد الأقصى المبارك

فيها نفك القيد عزا ..لنعيش فجرا في ديارك .

*  أيا جدائل القمر الفضي .. دعيني أتعلق بسنى ضيائك .. لعل بعض أنوارك تنعشني

* يا طائرا مل السفر .. اصبر قليلا و انتظر

    فلربما كشف البلا .. فالعسر يتلوه اليسر

* في طريق الآمال نوقد شموعنا .. و في طريق الآلام نذرف دموعنا

وما بين الشموع والدموع .. تبقى معادلة الحزن والفرح بكل متناقضاتها كامنة في نفوسنا .. فطورا نهيم بسعادتنا ونحلق في عوالم الفرح التي تحملنا على أجنحة الطيور المغردة .. و طورا .. نقبع في زوايا آلامنا نداويها بذرف دموعنا ..

فسبحان من رزقنا الفرح لينعشنا .. ومن رزقنا الألم ليعلمنا ..

* من قال بإن الحرف هو الحرف ..

هناك حرف يجيد العزف .. و هناك حرف يهوى الهرف

هناك حرف يرسم بسمة .. و هناك حرف يزرع نقمة

هناك حرف يلامس المشاعر .. وهناك حرف كسيل هادر

ما أجمل الحروف التي تترجم على شفاهنا بسمة .. وتزرع في قلوبنا ضحكة

شكرا لحروف تعزف أجمل الأنغام و أمتعها ..

* كم أغبط شجرة نبتت على ثراك .. و طيرا يحلق في طهر سماك .. و حداء يترنم بأغاني عشقك و هواك 

و أنا المكبلة بعيدا عنك يا وطني .. فمتى ، متى أراك ؟.

* عندما تغيب الأجساد .. و تحضر الأرواح تتلاقى في عالم واحد لا يدرك كنهه إلا من عرفه .. عندها .. ندرك نعمة الإخاء الصادق الذي لا يمتلكه إلا القليلون

* كم أخذتنا أحلام الطفولة إلى عالم الكبار ، و كم تمنينا وقتها أن نخلع ثوب طفولتنا و ننعتق منه لنرتدي ثوبهم ..

أحلامنا البريئة .. و أوهامنا الرقيقة كانت تأخذنا إلى عالم وردي .. ما إن قرعنا بابه و ولجناه .. حتى اكتشفنا أن ظاهره الجميل ما هو إلا قناع يخفي وراءه الكثير من الألم والعذاب

ليتنا نستطيع الآن استعادة طفولتنا بأحلامها الوهمية ، بعيدا عن الحقائق التي تجرعنا كؤوس الألم.