حب المرأة من الإيمان
معمر حبار
تطرّق لغلاء المهور، فحصرها في المرأة وحدها. وتحدّث عن تفشي الأمراض الإجتماعية، وقال أن المرأة هي السبب. ثم طالب المرأة بطاعة زوجها، مهما كانت حالتها وظروفها. وختمها بقوله، فهي ملعونة إذا طلبها زوجها وأبت، ومغضوب عليها إذا نام وهو غاضب عليها.
لو كان صاحب الكلمة عادلا مع .. من حملته، وأرضعته، وحَرَمَت نفسها النوم والأكل لأجله، واختارته دون غيره، وخاصمت الأب والأخ لأجله، لقال ..
إن غلاء المهور يتحمّلها الرجل أولا، كما تتحملها المرأة. والرجل الذي لايستطيع أن يَبُتَّ في مهر ابنته ومن تحت سلطانه، ليس أهلا للقوامة، ولاينال شرف "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ"، النساء - الآية 34. لأن هناك رجالا يطلبون المستحيل كمهر لبناتهم، وهؤلاء أولى بالملامة من المرأة.
ومن حقّ الزوجة أن تغضب، إذا طلبت زوجها ورفض تلبية طلبها. ويناله من اللّعن والغضب، ماينالها إذا قامت بنفس الفعل. فاللّعن مقرون بالسّلوك، أيّ كان فاعله، ولم يكن لجنس دون غيره.
إن العربي الذي يُلقي بكافة المشاكل والهموم والمصائب على المرأة وحدها، لايختلف في شيء عن العربي الذي قال ربّ العزّة في حقّه:"وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ"، النحل - الآية 58.
من الإهانة أن يتعامل المرء مع المرأة على أنّها واجهة يزيّن بها المبنى أو الوظيفة، وهو يعلم أنّها لاتستطيع أن تقوم بالوظيفة التي أوكلت إليها، حتّى قال بعض الرجال، أمست مهمتنا حراسة المرأة التي تعمل معنا خوفا عليها، عوض الإهتمام بالمهام الأصلية التي أوكلت لنا.
ومن الإهانة أيضا، أن يُستغلّ جسدها باسم الدين للمرور إلى الجنة، ويوضع لها في سبيل ذلك، جدول مرسوم معلوم. وباسم الآيات يُعبثُ بجغرافيتها. ومنذ قليل وأن أطالع مقالا لكاتب مسيحي، لم تستطع الذاكرة حفظ اسمه، يتحدّث عن بيع الأجساد في سورية، باسم الجنة والدين، ويقول: أن امرأة توسّلت لمغتصبيها، دون جدوى، وحين لم تشفع لها دموعها ويئست، ترجّتهم أن لايقوموا بفعلتهم أمام نظر أبناءها. وسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول، حُبّبَ إليّ من دنياكم، الطيب والنساء .. أفمن أحبّها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، بهذا الصدق والوفاء، يكون هذا مصيرها.