مخطئٌ من ظنّ يومًا أن للثعلبِ دينا..!!
هنادي نصر الله
لماذا يكره الناسُ نجاحَ بعضهم البعض؟ لماذا يتعاونون على الإثم والعدوان؟ ولا يتعاونون على البر والتقوى؟ مع أن التعاون الأخير من شأنه أن يزيدهم هُدى وتآلفًا، بل من نتائجه المذهلة أن يجعلهم متحابين مترابطين، وأن يزيد إنتاجهم بشكلٍ يُبهر ويُدهش...
" لا تحزني" إن عاشرتِ في جملةِ مَنْ عاشرتِ مَنْ يتفننون في تزييف المفاهيم؛ مَنْ يُحبون أن يعيشوا فوقَ جراحاتِ الغير؛ فيبنوا مستقبلهم على أناتهم؛ ويأكلوا لقمةَ عيشهم بظلمهمِ لغيرهم..
" لا تحزني" إن بلغ بهم الطمعُ مبلغه؛ وسولتْ لهم أنفسهم طرقًا غير مشروعةٍ للكسبِ؛ فزينّ لهم الشيطان الحرام حلالا، وأقنعهم بأن الضلال هدى، وأن العصيان طاعة...
" لا تحزني" إن لبسَ بعضهم لباسَ التقوى؛ وقلبه ألد الخصامِ لأهلِ التقوى؛ تذكري أننا منذ كنا في المدارسِ أطفالا؛ نصحنا مدرسونا بآلا نصدق الثعلب إن وعظنا يومًا" آلا تحفظين مثلما أحفظ ما خطه أمير الشعراء أحمد شوقي يومًا.. حين لقنّ الأجيال ونحنُ منهم بآلا ننخدع بالثعالبِ فمن شيمتها المكر؟ تعالي أذكركِ وأرجوكِ كفكفي دمع عينكِ وتأملي جيدًا ..." كيف برز الثعلب يومًا شعار الواعظينا، فمشى في الأرضِ يهذي ويسبُّ الماكرينا ويقولُ : الحمدُ للـ ـهِ إلهُ العالمينا يا عِباد الله، تُوبُوا فهموَ كهفُ التائبينا وازهَدُوا في الطَّير، إنّ الـ ـعيشَ عيشُ الزاهدينا واطلبوا الدِّيك يؤذنْ لصلاة ِ الصُّبحِ فينا فأَتى الديكَ رسولٌ من إمام الناسكينا عَرَضَ الأَمْرَ عليه وهْوَ يرجو أَن يَلينا فأجاب الديك : عذراً يا أضلَّ المهتدينا، بلغ الثعلب عني عن جدودي الصالحينا،عن ذوي التيجان ممن دخل البطن اللعينا،أنهم قالوا وخير القول قول العارفينا،مخطئٌ من ظنّ يومًا أن للثعلبِ دينا"...
يبقى سؤالي بعد ذلك كم من الثعالبِ نرى في حياتنا العابرة؟ وهل تستحق هذه الدنيا الزائلة أن ينقلب الإنسان إلى ثعلبٍ ماكر؟ لا يُحب الخير حتى لنفسه؟ فمن يُحب الخير والريادة لها؛ يؤسفه أن يظلمها في خبثها وضلالها، بل سيسعى لنفسٍ تدخل جنة الرحمن راضيةً مرضية فهل من معتبر؟؟؟