غزة ... ودموع شمعتي ...
غزة ... ودموع شمعتي ...
علاء المشهراوي
على ضوء شمعتي الذي يخترق ظلام ليل غزة كان مداد قلمي ينثال عشقا للكلمات القابعه في قلب المعاني ، فكم هو الليل ملهماً حينما يمسي بهدأة سواده فسحة تأمل بصحبة ضوء قمر حالم كم حجبته عنا ضوضاء الكهرباء .
تتعانق الكلمات المتأرجحة على حبال الافكار مع لهب الشمعة المتمايل ، فتثبت كم هي عميقة تلك المعاني المستقاة من استكانة العقل حينما يحلو السكون ويتربع على عرش العتمة لنعي جيداً كم تضحي تلك الشمعة من أجلنا فتذوب احتراقا من اجل اضاءة حياتنا .
لا تقلقوا على غزة ، فكل فجر تنسل غرباً نحو بحرها لتغتسل على استحياء وضوء القمر يرقبها ولكنها دوماً تستحث الخطى تستبق ضوء الشمس كي لا يفضحها ، والقصد هنا كي لا يفضح دموعها التي اختلطت مع أمواج البحر والتي تختزنها طوال النهار لما يمر بها من هم وحزن وألم ومعاناة ومرار فتجتر تلك الدموع وتكتم ورائها آهات الصبر وتحترق في حسراتها فتشتعل نارا كي تصبح رمادا ثم تنبعث عنقاءً تذهل كل المترقبين والمتربصين والمتفرجين .
غزة التي تتخذ طائر العنقاء شعاراً ، حياتها تنبعث من رماد موتها ولا تزيدها الشدائد الا قوة أما الأهوال فتحولها الى أسطورة فهذا قدرها منذ فجر التاريخ وعلى مر الأزمان ، معها تبدل على ثراها وجوه غزاة مختلفة الا أن مصيرهم توحد بالفرار وكذا مصير أهلها كان بالاصرار دوماً والانتصار
استميحكم عذراً فضوء الشمعة تماهى هذه اللحظة مع ضوء الفجر واختفت دموع القمر تحت ابتسامة الشمس ، ولكن غزة لن تعدم املا بان تصبح شموعها أفراحاً في أعياد ميلاد أطفالها ، وخلوات عشاقها وفي ذكرى شهدائها ...
وهنا سكت المقال وختمت الكلمات فرب صمت أبلغ من كلام .