الكتمان سلاحٌ فعال
هنادي نصر الله
" استعينوا على قضاءِ حوائجكم بالكتمان" نصحُ رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لنا نحن معشر المسلمين؛ فهل استعنا بالكتمان، أم استعانتْ علينا العلانية وجاءتْ بعكسِ مصالحنا؛ فأصابنا الحساد في مقتل؟؟
تساؤلٌ يدفعني الواقع إلى إطلاقه بكل براءةٍ وشفافية؛ فيما أرى كثيرين من الطامحين يتهاوون أرضًا، ويُحاولون أن يستعيدوا قوتهم، ويرتفعون عن السقوط المدوي؛ فسقوطهم أو تعثرهم إن لم يصدوه بقوةِ إيمانهم يعني انهيار مشروعهم في مستقبلٍ جميلٍ؛ كجمال قلوبهم قبل جمال أحلامهم وروعتها..
بسذاجتهم يُحدثون الغرباء قبل الأقرباء من قلوبهم عن مشاريعهم المستقبلية؛ فهم يجدون لذةً في البوحِ عما يدور بداخلهم من مغامراتٍ يعتزمون السيرَ فيها، رغم نباح الكلاب حولهم، شعارهم في ذلك" دع الكلاب تنبح والقافلة تسير"..
لكنني كواحدةٍ من هؤلاء الطامحين أدركتُ أنه عليّ أن أكمم فمي كلما داهمتني واستثارتني متعةُ الحديثِ عن أحلامي؛ فلا أدري من يحبُ لي الخير ومن يكره أن يراني ناجحة...!
ثمة زاويةٍ أخرى أودُ الحديث فيها لكل من قُدر لهم أن يكونوا تحت الضوء والأنظار، وفي مواقع الشهرةِ والأضواء؛ أن يُخلصوا أعمالهم لله ـ جل وعلا ـ وأن يبتغوا فيها رضاه؛ فمن يرضى الله عنه؛ سيعيشُ سعيدًا، مطمئنًا، هادئًا، مرتاح البال والضمير، وإن كانتْ مواقفه تُسخطُ وتُغضبُ بعض بني البشر..
الزاوية الثالثة والأخيرة لحديثي في هذا المقام، هو آلا نُجيب على كل تساؤلاتِ الآخرين التي تأخذ طابع الإستقصاء عنا؛ فبعض الناس نذر نفسه بوليسًا، أو محققًا، أو مستجوبًا لنا، يُريد عبر طرقه الملتويةِ أو المباشرةِ أن يعرفَ كل شيءٍ عن " حضراتنا" علينا أن نُجابهه بقوةٍ وأدب، عبر إجاباتٍ مختصرةٍ؛ لا تُفيده بشيءٍ؛ كما يقولون" لا تُسمن ولا تُغني من جوع ولا تُلبي له دافع الفضول والإستقصاء"...
أخيرًا أكرر ما بدأت به " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"..