درس الوفاء
عبد الرزاق سهام
كنت أتصفح أحد كتب السيرة التي زخرت بها المكتبة الاسلامية ومررت وأنا أقرأ سيرة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله الخالد عن السيدة الفاضلة أم المؤمنين خديجة عليها السلام: »صدّقتني حين كذّبني الناس، وآمنت بي إذ كفـر بي الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد، فوالله لا أنساها «
فأحسست بمدى الوفاء الذي كانت تنطق به كلمات الحديث وتاهت بي الافكار تفتش بين إعترافاتي التي تعلنها نفسي بين المرة والأخرى، ترى هل كانت من بينها إقرارا بالوفاء لمن كان لهم فضل عليا ؟ أم أنها تلبس أحيانا-وربما دائما- ثوب الجحود وتظن أن لا أحد يستحق منها هذا الاعتراف...وتنبهت إلى أن الذي اعترف بذلك الوفاء الخالد-عليه الصلاة والسلام- كان على مستوى رفيع من الأخلاق الفاضلة والنفس الطيبة والسريرة الصافية كأنها مرآة في نقائها صقلت بالحب والسلام فأصبحت ترى بعيني محب وقلب محب فنعم القلب ونعم البشر ونعم الوفي...
أدركت حينها أنني إن لم أتصف بتلك الصفات النبيلة والأخلاق العظيمة ، وإن لم أقتد بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم فإنني والله لو فتشت العمر كله لن أجد بين صفحاته اعترافا واحدا بالوفاء لمن كان لهم فضل عليا في يوم من الأيام. فصلى الله عليك يا رسول الله و:
عسى يا رسول الله والود لك **** وصل حياتي بحياتك ما أطيبك.
أي الوفاء وفاؤك يا خير الورى **** والخلق بل أعظم الأخلاق منهجك.
وفيت والوفاء بعض شمائلك **** وكل صفاتك قمة ما أعجبك.
سواك ربي يا فخر البرية قاطبة **** لك الشكر والحمد من قبل لمن أرسلك.