الحنين دوما إلى زمن مضى في وطن الأحباب!!

سليمان عبد الله حمد

[email protected]

مما لا شك فيه بأن للاغتراب أسباب كثيرة منها : الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدراسية والعلاجية.. فالشوق الاقتصادي  هو الأطول عمراً في بلاد المهجر؛ لأن المهاجر بسببها لديه قائمة طويلة وعريضة من الطموحات والتمنيات كتأمين المسكن المناسب وتعليم وتربية الأبناء وتوفير قدر معقول من العملات الصعبة اسماً ومعنى، ومشروع صغير يدر عليه الربح الذي يستر به الحال ويغنيه عن السؤال..

والشق الآخر وهو الاجتماعي.. وفي الغالب حالته مستورة بل ميسرة في أمور كثيرة ولكن (البحر ما يابى الزيادة) وتكون هجرته للتفاخر أقرب من الاحتياج، لذا تكون غربته أقصر من سابقة الاقتصادي.

السبب السياسي الذين يتدثرون بثيابه تجدهم قلة وحججهم ومبرراتهم واهية بعيدة عن المنطقية يفضلون الشرقين الأقصى والأدنى عن الشرق الأوسط؛ لأنهم يجدون ضالتهم وحريتهم ويعيشون عاطلين على فتات المساعدات التي تقدم لهم كلاجئين مضطهدين حسب زعمهم ويمنون أنفسهم بجنسية هذه الدول.

طلاب العلم، فئة تتمتع بالمنح الحكومية وفي أرقى جامعات العالم فهؤلاء عودتهم فور نيلهم البكالوريوس والماجستير والدكتوراه والوظيفة المرموقة جاهزة..

أما الفئة الأخرى والتي تكابد أسرهم الأمرين فغربتهم طويلة؛ لأنهم يدرسون سنة ويجمدون ويعملون أخرى لضيق ذات اليد.
استشاريون كبار ويشار إليهم بالبنان يؤثرون البقاء بالمهجر لتوفر الإمكانات الكبيرة بمستشفياتها ولأن شهرتهم طبقت الآفاق وصار اسمهم من ذهب ويقصدهم كل المستويات والأجناس.

طول وقصر مدة الاغتراب يختلف من شخص لآخر حسب الظروف.. ما يؤنسنا ويخفف وحشة غربتنا ويعطينا بصيص الأمل بإيجاد حلول لقضايانا المصيرية ..!!!

وعموما فإن مقاصد الغربة وأهدافها تختلف باختلاف أسبابها  من فرد لآخر، نتنمى أن ينتبه كل من سلك هذا الطريق دون دراية بعواقبه على أسرته ووطنه..

هذه قد تكون بعض أسباب مسافات الغياب والاغتراب في زمان ضاعت فيه ملامح الشخوص وأسباب الغياب على الرغم من طي مسافاتها !!! والحنين دوما إلى زمن مضى في وطن الاحباب !!!