تعليق على قراءة رواية "القوقعة"
تعليق على قراءة رواية "القوقعة"
جمانة سورية الوكاع
طالبة ثانوية عامة/سوريا
أنهيتُ بالأمس قراءة رواية " القوقعة"
عادة حين أقرأ رواية تكون القراءة الأولى سريعة مليئة بالشغف والتشويق
هذه المرة تلكأت كثيرا ً؛ أعيد قراءة الجملة الواحدة مرة ومرتين ثم الفقرة كاملة ، أحاول استيعاب الكلمات التي تختفي معانيها إذا ما تصورت المشهد المؤلم .. و إذا ما حاولت تصور ماهية الجلاد ومدى وحشيته وأجواء السجن الجهنمي ،، المهاجع .. الانفراديات .. الزنازين .. غرف التعذيب .. الحراس .. المسخ المسمى مدير السجن .. الصحراء والأجواء .. القضبان السوداء الصدئة..الأبواب التي تنفتح لإخراج الشهداء إلى المقابر الجماعية..المشانق..أحوال كل شيء
تصور حالة المعتقلين كفيلة وحدها بإصابة القارئ بهستيريا في داخله؛ صراخ وحنق وشتائم الدنيا كلها تغلي في أعماقه مستترة خلف صمته .. تنفجر بداخله أيضاً جلد الذات وتأنيب الضمير يتداخلان
كيف كانت تمضي لحظاتنا دون أن نتذكر أو نفكر بحجم معاناتهم، أربعون عاما من كل هذا ..
العجز قاتل ،، قاتل جدا ً فما بإمكان كل الدموع والأحاسيس أن تصنع لهم ؟
هذه الدموع لا تفعل شيئا سوى إنها تتساقط على أوراق الرواية فتحل حبر الكلمات لتتشوه السطور كما دواخلنا المتألمة العاجزة
متى ستنتهي المأساة ،، هل من الممكن أن تنتهي أصلا ً بعد أن أنهت حياة الآلاف ؟! هل شارك عدم اكتراثنا في صنع جزء منها؟!
ولِمَ صبر الجميع كل هذه السنوات على كل هذا الألم؟!
ولِمَ أتساءل أنا أما آن لي أن أستحي من أوجاعهم وأُسكتُ كلماتي!!
يا أساطير الصمود ،، يا حكايات الواقع الشبيهة بالخرافة ،، متى سيكتب الشعب حكاية انتصار يمزق بعدها كل الكلمات والأوراق والذاكرة والألم ،، ؟
شيء واحد يواسي كل هذه الجراح ،، يمنحها الأمل الأكيد
وعد الله الحق وعدله ،، فغدا ً محكمة القيامة ..
----------------
شكرا ً جدي الغالي أن وفّرتَ لي اقتناء الكتاب.. حفظك الله و أسعدك بلقاء قريب مع سوريا حرة أبيّة